[ad_1]
أحمد شعبان (الإسماعيلية)
تعد دار «مارمينا» للأيتام بالإسماعيلية، من أبرز المشاريع التنموية في جمهورية مصر العربية، في تقديم خدمات علاج المرضى والتعليم ورعاية الأيتام، والاهتمام بدراستهم حتى التخرج من الجامعة، لتمثل بذلك أنموذجاً للتسامح والتآخي والإنسانية.
«الاتحاد» قامت بجولة في موقع الدار بساحة كنيسة الشهيد مارجرجس، حيث يوجد مبنى كبير للكنيسة ومبنى ثانٍ لدار المسنين وثالث لدار الأيتام، واستمعت من «ماما أنجيل»، كما يناديها أطفال وشباب الدار، عن عملية تجديد وتطوير وإعادة تأهيل الدار التي مولتها دولة الإمارات في عام 2015، وكان يوماً مشهوداً، على حسب تعبيرها.
وتعتبر ماما تاسوني الدار بيتها الأول والأخير، والأيتام أبناءها، جلست وهي تحتضن كيرلس مينا، عمره 6 سنوات، الذي جاء إلى الدار منذ أربع سنوات. تقول الأم تاسوني: الدار مشروع إنساني كبير يقدم خدماته للأيتام الذين تُعد رعايتهم رسالة مهمة ولها مردود عليهم وعلى المجتمع بشكل مباشر، تمد لهم يد العون وتؤهلهم للمستقبل.
وتتابع: لا فرق بين الأديان ولا الأجناس ولا الأعراق، الكل في الإنسانية سواسية، من هنا تنطلق مبادئ التسامح من دولة الإمارات بلد التسامح، وهذه الدار عنوان للتسامح الإماراتي، تؤكد العطاء الخيري والإنساني من حكومة وشعب الإمارات العظيم، وفد بدأنا استقبال الأيتام في هذه الدار عام 1990 لرعايتهم وتربيتهم تربية أسرية كاملة مثل البيت تماماً، إلى أن يتخرجوا في الجامعة، ونساعدهم أيضاً في الحصول على العمل، وتكاليف الزواج، وتقدم الدار للأيتام خدمات متكاملة من التعليم والصحة، وتنمي مواهبهم وتذلل المشاكل التي تواجههم.
تأهيل وتطوير
تستكمل تاسوني حديثها لـ «الاتحاد»، قائلة: الإمارات أعادت تأهيل وتطوير دار أيتام مارمينا، بأحدث وسائل المعيشة والأجهزة، ثم سلمت الدار للكنيسة، مثمنة دور الدولة في مد يد العون والمساعدة لكل الشعوب والذي يؤكد تسامح الشعب الإماراتي المحب للخير والإنسانية من دون تفرقة.
وتضيف: إله السلام يمنح المحبة والعطاء والتسامح، والإمارات دولة تنفذ قانون الله في التسامح والإنسانية، وتتعامل مع الإنسان من دون النظر للمعتقدات، دولة متسامحة مع نفسها ومع العالم كله ومع مصر بصفة خاصة، ومشروعات الكنيسة التي تدعمها الإمارات في مصر خير دليل على ذلك.
في حديثه لـ«الاتحاد»، يقول الطفل كيرلس عدلي فكري المقيم بالدار: «لم أشعر بفقد أهلي، هنا عوضوني عن حنان الأم والأب ودفء الأسرة، يقدمون لي كل ما أحتاج إليه، الطعام والشراب والملابس، غرفة النوم المريحة، أنا سعيد في هذه الدار التي ساعدتني على مواصلة تعليمي، ووفرت لي كل سبل الراحة والترفيه.. جاؤوا بي وعمري عامان، قضيت هنا عشرة أعوام، وأدرس في الصف الثاني الإعدادي.
رعاية وتربية أسرية
في دار مارمينا يتعايش الجميع (الأطفال والشباب والمشرفون) كأسرة واحدة يدرسون ويلعبون، ويساعدون ماما تاسوني التي تحتضنهم وترعاهم في كل شيء، حتى في إعداد الطعام، الروح الأسرية تعم المكان. موسى سعد الله زكريا، التحق بالدار وعمره 8 سنوات، ويدرس الآن بالصف الثاني الإعدادي، يؤكد لـ«الاتحاد»: الدار بيتي الخاص، تُقدم لي كل ما أحتاج إليه من رعاية وتعليم وترفيه، وتُلبي لي ولإخوتي كل المتطلبات والخدمات.
أما أبنوب نادي زكي (23 عاماً) شاب تخرج في الجامعة العمالية هذا العام، التحق بالدار وهو رضيع عمره شهران، فقال: الدار بيتي الذي لا أعرف غيره.. تربيت به وماما تاسوني هي الأب والأم، تقوم على رعايتنا وتعوضنا عن كل ما فقدناه من أجواء أسرية، نلقى أحسن معاملة، بالإضافة إلى الخدمات الشاملة، والتي أهّلتني لكي أكون إنساناً ناجحاً في حياتي التعليمية، وأهّلتني لبناء مستقبلي ثم الحصول على عمل والاستعداد لبناء أسرة.
يثمن أبنوب الدور الكبير الذي تقوم به الإمارات في إعادة تأهيل وتطوير الدار، مشيراً إلى أنه كان في دار أخرى صغيرة بالإسماعيلية، ولكن ليست بكفاءة هذه الدار الواسعة والكبيرة، وليس بها ملاعب لكرة القدم كما في دار مارمينا، موجهاً الشكر للإمارات، مؤكداً أن هذا ليس بغريب على قادتها وأهلها.
وتعود الأم تاسوني إلى الحديث عن دولة الإمارات، مؤكدة أنها منذ نشأتها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي دولة الخير، قائد عظيم أحبه المصريون، ونحن فخورون بكل المشاريع والمدن التي أقامتها الإمارات، لافتة إلى أن اسم الشيخ زايد يتردد في كل مكان في مصر، خاصة في الإسماعيلية التي بنى بها مدينة الشيخ زايد، داعية الله أن يزيد الإمارات وشعبها من فضله، ويمنحهم المزيد من العطاء والمحبة والتسامح.
الدار بيتنا
الروح الأسرية في دار مارمينا لمسناها بأنفسنا، وسجلتها «الاتحاد» وعبر عنها شكري أشرف منير، (20 عاماً) يدرس بكلية التربية الرياضية بجامعة الإسماعيلية، قدم إلى الدار وعمره عام واحد، ومثل الآخرين بالمكان يؤكد أن الدار هي بيته الذي تربى فيه مع إخوته من الأيتام، توفر له كل ما يحتاج إليه من طعام وشراب وملابس ونزهة، الترابط الأسري والأخوي يشعر به الجميع داخل الدار كعائلة واحدة مع اختلاف الأعمار.
«شكري» كان أيضاً شاهداً على تأهيل وتجديد وتطوير الدار بدعم الإمارات، لمس بنفسه النتائج الإيجابية التي عادت عليه وعلى إخوته، حيث كان موجوداً فيها وشهد إعادة افتتاحها، مؤكداً اختلاف المعيشة للأفضل بعد توافر كل الإمكانات الأساسية والترفيهية، مثل أجهزة التكييف ومستلزمات البيت العصري والتي جعلتهم يعيشون حياة أفضل في بيئة طبيعية، موجهاً الشكر لدولة الإمارات حكومة وشعبا لما وفروه لهم من حياة كريمة.
وبنظرة تفاؤل وسعادة بالغة بدت على وجه مينا نشأت بطرس، (18 عاماً) يدرس في الصف الثالث الثانوي، حضر إلى الدار وعمره 8 أعوام، يقول: هذه الدار هي حياتي، وكل الموجودين بها إخوتي، استفدت كثيراً منها، خاصة بعد قيام دولة الإمارات بتطويرها، لافتاً أنه شهد عملية التطوير التي دعمتها الإمارات والتي تؤكد تسامح الإمارات، وأنها أفضل الدول التي تساعد جميع شعوب العالم.
دار عصرية
تتولى مطرانية الأقباط الأرثوذوكس بالإسماعيلية، إدارة شؤون دار مارمينا بالإسماعيلية، المقامة على مساحة 600 متر مربع بمواصفات تضمن توفير الإقامة والرعاية وتقديم الخدمات كافة بسهولة، وتتكون الدار من طابق أرضي و3 طوابق متكررة، وبها 35 غرفة نوم، و4 قاعات، منها واحدة للمذاكرة، وملعب للأطفال، وأحدث أجهزة الكمبيوتر. تستوعب الدار نحو 104 طلاب، ويضم «البدروم» صالات مكيفة للألعاب الترفيهية والإلكترونية، ويشتمل الدور الأرضي على مطبخ وقاعة للطعام تتسع لـ120 فرداً وصالتي استقبال، و4 غرف للعاملين، أما الطوابق الثلاثة المتكررة فتضم 10 غرف، وصالتي معيشة، وجناحين للمشرفين، ويعمل في الدار 7 عاملين يتولون تقديم الرعاية للأطفال.