[ad_1]
أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أن العلاقات الثقافية الإماراتية – الصينية تشهد تقدماً وتطوراً متنامياً في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين معتبرة أن الثقافة الصينية جزءاً رئيساً من مكونات الثقافة الإنسانية بعمق زمنها وتأثيرها الحضاري كونها ترسخ قيم التسامح والسلام والتآخي والتواصل مع الآخر وهي مبادئ وقيم مشتركة بين الإمارات والصين.
وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جمهورية الصين الشعبية تفتح آفاق التعاون وتعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين في المجالات كافة لاسيما الثقافي منها.
وحول المبادرات المشتركة التي تهدف إلى احتضان أنشطة تعرّف بالثقافة الإماراتية والصينية بصفة منتظمة في إطار برامج سنوية.. قالت نورة الكعبي إن سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وقع العام الماضي على هامش زيارة فخامة الرئيس الصيني إلى الدولة اتفاقية لتبادل المراكز الثقافية في البلدين كما نظمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة العام الماضي “الأسبوع الإماراتي الصيني” وتضمن الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية وحفلاً موسيقياً بمشاركة فنانين من البلدين.
وتابعت معاليها أن “الأسبوع الإماراتي الصيني” أسهم في ربط ثقافات وحضارات البلدين وشكل منصة لتعريف مجتمعاتنا بتراث بلدينا بما يقوي أواصر التعاون ويرسخ المشتركات الإنسانية حيث استلهمنا هذه المبادرة من الإرث التاريخي لطريق الحرير والذي ساهم في نقل العلوم والمعارف والثقافات من الصين إلى العرب وبالعكس كما عملنا من خلال “الأسبوع الإماراتي الصيني” على اكتشاف مجتمعاتنا من منظور جديد بحيث يكون للثقافة والفن نصيب وافر من علاقاتنا ونبرز للشعبين جانباً مهماً من الموروث الحضاري والثقافي ونوفر تفاعلاً مثمراً في مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية والاجتماعية.
وأكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أن الثقافة الصينية تعد جزءاً رئيساً من مكونات الثقافة الإنسانية بعمق زمنها وبعمق تأثيرها الحضاري ولذا فإن “الأسبوع الإماراتي الصيني” هو احتفاء بقيم عليا في الثقافة والتاريخ الإنساني والإمارات جديرة بأن ترفع هذه الراية الاحتفالية بعظمة الحضارة والثقافة الصينية وتحيي الروابط القديمة من هذه الأمة الصينية تبعث قيم التسامح والتواصل مع الآخر والسلام والتآخي.
ونوهت معاليها بأن الإمارات والصين تعملان على تعميق الشراكة الاستراتيجية في المجال الثقافي حيث اتفق البلدان العام الماضي على تشجيع التواصل الثقافي على المستويين الرسمي والشعبي وإنشاء المشاريع الثقافية المشتركة بينهما والمشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية التي يقيمها الجانب الآخر. إضافة إلى تطوير الحوار بشأن سياسات القوة الناعمة والسياسات الثقافية وتعزيز التعاون المشترك في مجالات الصناعات الثقافية والحفاظ على التراث والفن المعاصر وتعزيز التبادلات الفكرية بين الجانبين بأشكالها كافة وفي جميع المحافل بالإضافة إلى تعزيز التعاون طويل الأجل والمستقر بين المؤسسات الثقافية الكبرى وبين المهرجانات الفنية المهمة.
وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة إن “الوزارة” تشارك وعدد من المؤسسات الحكومية الثقافية في فعاليات معرض الحضارات الآسيوية 2019 المقام برعاية فخامة الرئيس الصيني شي جين بينج والذي انطلقت فعالياته يوم 10 مايو الماضي ويستمر إلى 20 أغسطس 2019 في العاصمة الصينية بكين حيث تعكس المشاركة الإماراتية في المعرض عبر مجموعة من القطع الأثرية تبرز تاريخ الإمارات العريق وحضارتها القديمة التي مثلت نقطة لقاء إنساني عبر طرق التجارة البرية والبحرية قديماً وكانت صورة مشرقة لمجتمع منفتح على العالم منذ نشأته الأولى.
وأضافت معاليها أن العام الماضي تم تأسيس مبادرة “هلا الصين” في دولة الإمارات بهدف تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين البلدين واستطاعت المبادرة خلال عام واحد تنفيذ العديد من الفعاليات الثقافية والتراثية التي أسهمت في تعريف شعبي البلدين على الثقافتين من خلال المسرح والمأكولات والعديد من الفعاليات التراثية والسياحية.
وحول الدور الذي تلعبه الثقافة في التقريب بين شعبي الإمارات والصين وتوثيق العلاقات بينهما.. قالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة إن الثقافة والفن خير سفير للدول فهما يتجاوزان الحدود التقليدية ويعززان من التفاهم والتقارب بين الشعوب ويقدمان رسالة سامية تحظى بتقدير واحترام الجميع.. فالثقافة وسيلة مهمة لإبراز ما وصل إليه المجتمع من تطور ونمو كما أن الثقافة هي اللغة التي تتواصل بها الحضارات بمختلف أنواعها في الشرق والغرب.
وأضافت أن الثقافة تسهم في تقريب المسافات ومد جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز الحضور الثقافي على الساحة العالمية على مختلف المستويات بما يبرز تاريخ الدول وتراثها الحضاري ومساهمتها في إثراء الحضارة الإنسانية إضافة إلى الارتقاء بالحوار بين الشعوب مع الاهتمام بالهوية الثقافية المتفردة لكل مجتمع.
وقالت نورة الكعبي: “نؤمن أن مسيرة التكامل في الخطط الاقتصادية بين البلدين لا يمكن أن تحقق نتائجها بدون الاهتمام بالجانب الثقافي باعتباره رافداً من روافد التنمية المستدامة وأداة بناء في تأسيس رؤية مشتركة تخلق عصراً جديداً من التبادل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مع الصين.
وحول الاستفادة من مركز الشيخ زايد في بكين في بناء أواصر التلاقي بين الثقافة العربية والصينية .. قالت نورة الكعبي إن فكرة تأسيس مركز الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية في بكين سابقة لعصرها فقد آمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” بتعزيز العلاقات مع الشعوب الأخرى على اختلاف ثقافاتها ولغاتها حيث يلعب المركز دوراً حيوياً في التعريف بالثقافة العربية والإسلامية وتعليم اللغة العربية وأسهم في تخريج كفاءات مهنية من دارسي اللغة العربية الذين يمارسون الآن أدوراً مهمة في المجالات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية ويشاركون بعلمهم وتعلمهم في توطيد العلاقات العربية الصينية.
وتابعت معاليها “لقد حقق المركز أهدافه بنشر المعارف والثقافة العربية والإسلامية في الصين من خلال ترك أثر ذي طابع مستقبلي مستدام كونه مرتبطاً بأجيال من الطلبة يحصلون على تعليم موثق ودقيق حول مكونات الثقافة العربية والإسلامية مشيرة إلى أن الدور هنا لا يتوقف عند تعلم اللغة العربية بل يتجاوزها إلى الإبحار في معارف هذه اللغة وثقافتها التاريخية.
وفيما يخص العلاقات والروابط المتينة التي جمعت بين الإمارات والصين في وقت قياسي.. قالت معالي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: “لقد كانت حكمة وبعد نظر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” اللاعب الأبرز في وضع اللبنات الأساسية لتطوير العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية حينما زار الصين عام 1990 حيث مثلت تلك الزيارة التاريخية نقطة الانطلاق نحو تأسيس تلك العلاقة الوطيدة إلى أن أصبحت الإمارات الشريك الأكبر للصين في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المنطقة وما تبعها من زيارات متبادلة واتفاقيات في شتى القطاعات.
وأضافت أن الشيخ زايد ترك بصمات خالدة وشيّد صروحاً ثقافية في الصين لا زالت شاهدة على عِظم إنجازاته.. فأسس مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين عام 1994 كما افتتحت الإمارات مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الثقافي بمقاطعة نينغشيا عام 2014 هذه أمثلة بسيطة على عمق علاقاتنا الثقافية مع الصين.
اقرأ أيضاً… العلاقات الثقافية بين الإمارات والصين جسر لتقريب المسافة بين الشعبين
كما تشترك دولة الإمارات والصين في تعزيز قيم التسامح والسلام والاستقرار والتنمية الشاملة للشعبين وتحقيق الازدهار.
وحول زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات العام الماضي ودورها في تعزيز العلاقات بين الجانبين ولا سيما الثقافية منها.. قالت نورة الكعبي إن زيارة فخامة الصيني شي جين بينج إلى الإمارات العام الماضي اكتسبت أهمية خاصة نظراً لعلاقة الصداقة المتينة التي تربط الإمارات بجمهورية الصين الشعبية في ظل وجود الكثير من المتغيرات على الساحتين العالمية والإقليمية ومع زيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين أصبحت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجالات كافة وهو ما تحقق من خلال الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وتأسيس علاقات شراكة استراتيجية شاملة تسهم في تعميق وتركيز التعاون وتعزيز التنمية والازدهار المشترك بما يتفق والمصلحة المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
وتابعت معاليها ” منذ إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في عام 2012 شهدت العلاقات الثنائية نمواً شاملاً وسريعاً ترسخت خلاله الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتوسع التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة باطراد، مشيرة إلى أن زيارة فخامة الرئيس الصيني إلى الدولة العام الماضي قدمت دفعة قوية نحو تنمية العلاقات الإماراتية- الصينية وتعميق الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية التي تجمع الشعبين الصديقين القائمة على التفاهم والمصالح المشتركة.
وقالت معاليها إن الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين الصديقين تتوج مسيرة حافلة بالعلاقات المتميزة التي تربط الشعبين وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون المثمر على الصعيد الثقافي الذي يشكل قاعدة مهمة لتمتين علاقات الصداقة إذ نتطلع إلى مزيد من الشراكات الفنية والابداعية والثقافية التي تلبي طموحات قيادات بلدينا وبما يحقق من تطلعات الشعبين ويخدم مصالحنا المشتركة.
وأكدت معاليها أن العلاقات الثقافية بين الإمارات والصين تتمتع بإمكانات ضخمة نعمل على استغلالها بالشكل الأمثل من خلال ترسيخ آليات التعاون الوثيق والإسراع في تنفيذ برامج عمل مشتركة في مجالات متعددة مثل الموسيقى والمسرح والفن عبر تعزيز حضور المبدعين والفنانين الإماراتيين في أهم التظاهرات الثقافية الصينية والأمر نفسه بالنسبة للفنانين الصينيين للمشاركة في الأحداث الثقافية الإماراتية المهمة.