[ad_1]
من هدى الكبيسي.
أبوظبي في 21 يوليو/وام/ ترتبط دولة الامارات العربية المتحدة مع جمهورية الصين الشعبية بعلاقات متينة وقوية في جميع المجالات تعود فى جذورها إلى مرحلة «طريق الحرير» الذى كانت تسلكه القوافل التجارية بين الصين وآسيا الوسطى وبلاد العرب وصولاً إلى البحر المتوسط.
ومنذ تأسيس دولة الامارات في الثاني من ديسمبر 1971 حرصت الامارات في سياستها الخارجية على إقامة جسور من المحبة والتواصل واتباع خطط ايجابية مثمرة في علاقاتها الإقليمية والدولية حيث بنت علاقات متينة ومثرة مع الصين في كافة المجالات استمرت منذ بدايتها رسميا مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر عام 1984 حتى الان .
ويعود تاريخ العلاقات الثقافية بين الصين والامارات الى قيام دولة الاتحاد والتي توّجها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” بزيارة تاريخية في العام 1990 ليتولى بناء جسور التعاون مع هذه القوة العالمية العريقة بتراثها وأصالة ثقافتها وكنوزها التراثية.
وأخذت هذه العلاقات تطورا مستمرا مع زيارات متبادلة قام بها كبار القادة والمسؤولين في البلدين وبدأت الزيارات بزيارة رسمية قام بها الرئيس الصيني “يانغ شانغكون” إلى دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر عام 1989..
فيما قام الشيخ زايد رحمه الله بزيارة الصين خلال شهر مايو عام 1990 وهدفت الزيارة إلى دعم وتعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين وتأسيس مركز الإمارات العربية المتحدة لتدريس اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية والتبرع لبناء مبنى كلية اللغة العربية بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين.
كما قدم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله منحة قدرها مليون دولار أميركي إلى المركز لدعمه ودعم القائمين عليه لتغطية كافة الاحتياجات اللازمة والمتعلقة بشؤون الدراسات العربية والإسلامية.
وفي مارس 2008 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله بزيارة لجمهورية الصين بهدف تفعيل وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين والتي تقوم على أساس التعاون والمنفعة المتبادلة وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في عام 2015 بزيارة الى جمهورية الصين الشعبية كتجسيد حي لحرص سموه الكبير على أهمية تنمية علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
ومن اجل تعزيز وتشجيع التبادل الثقافي بين الصين والإمارات تم في عام 2010 افتتاح أول مدرسة من نوعها على مستوى المنطقة لتدريس اللغة الصينية في أبوظبي والتي تهدف إلى إعداد قاعدة وطنية من الكوادر المتخصصة بحيث تشكل جسراً لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي … كما أسست جامعة دبي معهد كونفوشيوس غير ربحي لتلبية إحتياجات الكثيرين لتعلم اللغة الصينية وآدابها للطلبة وأصحاب الأعمال لتعلم اللغة الصينية وثقافتها وتقوية العلاقات التعليمية والثقافية مع جمهورية الصين فيما تدرس وزارة التربية إدخال اللغة الصينية ضمن المناهج وتخصيص مدارس لهذا الهدف ضمن خطتها المستقبلية.
وفي عام 2015 تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدد من المجالات من بينها مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم العالي لتشجيع التعاون في مجالات العلوم وضمان جودة التعليم بين مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي في كلا البلدين وتبادل الطرفان سنويا المنح الدراسية الجامعية على أن يتفق الجانبان من خلال القنوات الرسمية على عددها ومجالات الدراسة…اضافة الى توقيع اتفاقية لتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب بين معهد ” مصدر” و جامعة ” تسينغوا ” كما تم توقيع بروتوكول تعاون في مجال التدريب الدبلوماسي و تبادل المعلومات و الوثائق بين أكاديمية الإمارات الدبلوماسية وجامعة وزارة الخارجية الصينية فضلا عن التوقيع على بروتوكول التعاون في مجال الأرشفة لتعزيز التعاون المهني لتنظيم وإدارة الأرشيفات.
ويولي الجانبان أيضاً أهمية كبرى للأحداث الثقافية التي من شأنها أن تقرب المسافة بين الشعبين ففي عام 2015 استقطب عيد الربيع الصيني الذي يعتبر من الأحداث الشعبية المهمة في الصين عدداً غير مسبوق من السياح والمقيمين الصينيين وتتمثل شعبية هذا المهرجان دبي في أنه جاء نتيجة للعلاقات المتطورة بين الشعبين» والذي يهدف إلى تقوية العلاقات الثقافية بين الشعبين.
ومن اجل تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية والسياحية بين البلدين اقام المجلس الوطني للاعلام جناح وطني لدولة الإمارات في عام 2010 جناحا ضخما بمعرض اكسبو شانغهاي الدولي.
كما شاركت دولة الصين الشعبية في 2019 في الدورة الـ10 لـ”معرض دبي الدولي للخط العربي” ممثلة بالخطاط الصيني الحاج نور الدين والذي قدم أعمالاً فنية خطية تعتمد على كتابة الخط العربي بالأسلوب الصيني محاولاً استشفاف قرابة 6 أنواع من الأساليب الصينية في تماهيها مع الخط العربي.
وتزامناً مع عام التسامح واحتفالا بالسنة الصينية الجديدة 2019 تم اطلاق عدد من الفعاليات نظمت تحت مظلة مبادرة “هلا بالصين” وذلك بهدف تعريف السكان والزوار بالحضارة الصينية ونظمت بالتعاون مع القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في دبي ووزارة الثقافة والسياحة في الصين.
وشكل التعاون الثقافي الإماراتي الصيني العام الماضي 2018 مادة ثرية للقناة الصينية العربية التي تتخذ من دبي مقراً لها حيث أسهمت القناة في إثراء الرسالة الثقافية من خلال برامجها الهادفة إلى استكشاف القيمة المجتمعية والثقافية المحلية والصينية على حد سواء.