أب يشكو تمرد ابنه على أوامره ..ماذا يفعل؟

[ad_1]

يتمرد بعض الأبناء على أوامر آبائهم وتوجيهاتهم، رافضين منهم النصح والإرشاد، ما يؤدي إلى وقوع كثير من المشكلات التربوية والصدامات الأسرية، وفي هذا الإطار يشكو أب من سلوك ابنه في سن البلوغ، إذ يبتعد عنه ولا يرغب في أن يسمع منه شيئا، التوجيه له مرفوض، النصح مكروه، وزاد في هذا العمر بالتمرد والعناد، ويرى نفسه دائما على الصواب على الرغم من الحماقات التي يرتكبها.

 يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بالقول إن الطفل يولد بحاجة إلى رضاعة حقيقية من حليب الأم، وأخرى معنوية من قبل الوالدين المتمثلة بالتربية الأخلاقية والمشاعر العاطفية، فيرتوي منهما مشاعر الحب والحنان والرحمة والحماية والاحتواء، هذا لمن أراد أن يتم الرضاعة الحقيقية من أمه، فالحاجة الجسدية تأتي قبل الفطام بعامين كاملين، وهناك رضاعة أخرى وهي الرضاعة التربوية والتعليمية وترويض الأخلاق والسلوك، وتستمر هذه الرضاعة إلى سن البلوغ ولا تتوقف لضرورتها على حسب الحاجة والوجهة.

وفي مرحلة ما يرغب الشاب في الفطام من الوالدين وذلك في سن البلوغ، حتى يصبح مستقلاً قادراً على حل مشكلاته وصناعة قرارته وتحديد بوصلة حياته، وهنا تظهر النتيجة، فعلى قدر التربية يظهر جمال السلوك، وعلى قدر التعليم يظهر نضج التفكير، وعلى قدر تهذيب الأخلاق تظهر قوة الشخصية، فمستقبل الشباب يبدأ منذ الرضاعة الأولى، والغاية تستمر متواصلة بالرضاعة الثانية التي تعد ذات أهمية بالغة في حياتهم، فالام تقوم بإفطام ابنها بمحض إرادتها، ولكن الشاب في سن البلوغ يقوم ذاتياً بإفطام نفسه من عادة الاعتماد على الوالدين.

يجب علينا أن ندرك بأن الابن يمرّ بمراحل مختلفة، وأهم تلك المراحل مرحلة البلوغ، وأغلب الأهل يبدؤون الاهتمام بالتربية والتهذيب عندما يصل الابن سن 13 أو 15 سنة، فنقول لهم بأن بداية الاهتمام بهذه المرحلة الخطيرة تبدأ من الرضاعة الحقيقية، بخطوات منتظمة، وتربية متراكمة، وتعليمه منذ الولادة على الفطرة والصدق والإخلاص وترويض النفس على الشجاعة والكرم والمراقبة متتابعة متناغمة بين الرضاعة الحقيقية والرضاعة المعنوية.

وهناك صورة مشابهة في التربية، كأن يبدأ الوالدان بتعليم ابنهما الصلاة في سن البلوغ، وهذا خطأ شائع، بسبب التأخر في التوجيه والتعليم، فيلجأ الأب أو الأم إلى استخدام الضرب أو العقوبة والحرمان بسبب التكاسل والتسويف والإهمال في تأدية فرض الصلاة، فيعاند الأبن لان التربية جاءت متأخرة، فهو في مرحلة لا يرغب في أخذ الرضاعة الثانية منهما، فلا توجيه مقبول ولا نصيحة نافعة، وكان الأفضل أن يبدأ التعليم في وقت مبكر، فمدة التربية على الصلاة ثلاث سنوات كاملة، ثم بعد ذلك قد تكون العقوبة نافعة، وأكثر من قام بتربية الأبناء مبكراً لم يجد صعوبة في التوجيه والإرشاد، ولم يكن بحاجة إلى استخدام أي نوع من أنواع العقوبة.

القاعدة في التربية “من اهتم في البداية سعد في النهاية، ومن أهمل تربية ابنه صغيراً أتعبه كبيراً”

 ولكن هذا لا يعني أن نهمل التربية حتى وإن وصل الأبن سن البلوغ، بل نقابل العناد بفهم الحالة النفسية والتغيرات الفسيولوجية، ونعالج الإساءة باللطف والحكمة، ونتعامل مع التمرد بذكاء ورحمة، فلا نيأس، بل نضاعف الجهد، ونخلص في التربية، وإن احتاج الامر إلى معالجة من قبل أهل الاستشارة والدراية فلا نتأخر في ذلك، وأكثر من استعان بالله بعد العجز والمحاولة بصره الله طرق تدريس الهدى، وفتح له أبواب البصيرة.


الصفحة الرئيسية