[ad_1]
يتم اكتشاف الطفل الموهوب أدبياً، عن طريق المحيط الذي يعيش فيه، إما الأسرة أو المدرسة وهو المحيط الأوسط.
أما اكتشاف المواهب دون تنميتها، فقد يساهم في بقائها حيث هي دون تطوير، وقد تُمحى كأنها لم تتواجد في يوم من الأيام، لذلك من الممكن أن يتم تحويل قدرات الموهوب إلى مهارة حقيقية عن طريق التشجيع، والتدريب والإشراف على الخطوات الواجب اتباعها، والممارسة المستمرة للإحاطة بجوانب عدة تنمي من الموهبة، ومن هنا تبدو هذه المسألة ليست بالسهلة، لأنها مرتبطة بأهداف عدة يجب أن تتحقق على أرض الواقع.
وبالنظر إلى الساحة الإماراتية، فقد ظهرت العديد من المواهب الأدبية المبكرة، التي عرفها الناس من خلال إصدارها الأول، وهو ما يدل على اهتمام يُظهر القدرات الخفية إلى العلن ويجعلها بالتالي مسؤولة، ولها من الأسباب ما يجعلها تستمر وتقدم المزيد من الإبداعات، ومن الأسباب التي تجعلها تستمر هي المدارس منهل الطالب العلمي والأدبي والفني، وهي المحيط الذي يتبنى مواهبه وإبداعاته، وهو ما أجمع عليه المشاركون في استطلاع «البيان» الأسبوعي الذي تطرحه على القُراء، على الموقع الإلكتروني وفي حسابيها على «فيسبوك» و«تويتر» إذ جاءت نتائج السؤال وهو «هل للمدارس دور في اكتشاف وتوجيه مواهب الطلبة الأدبية؟» 72% بنعم على حساب البيان في «فيسبوك»، وانخفضت النسبة إلى 69% على تويتر، ووصلت إلى 63% على الموقع الإلكتروني.
وهو ما يدل على أن معظم الناس، تحمل المدارس مسؤولية كبيرة في عملية توجيه المواهب الأدبية، وبالتالي تطويرها واستمرارها، وهو ما سينعكس مستقبلاً على إثراء الساحة الإبداعية.
إبداع طفولي
الباحث والشاعر محمد نورالدين، مؤسس دار «نبطي» للنشر، والذي كان قد طبع في الدار عدداً من الكتب التي ألفها أطفال موهوبون. قال: من منظوري أن أغلب المواهب اكتشفت في المدرسة، ولكن إرادة الأهل كانت وراء تشجيع الموهبة وإيصالها إلى المجتمع.
وأضاف: شهدت بنفسي ولادة مواهب كثيرة من أقلام الأطفال، وتأثرت عندما قدمت أول طفل مؤلف في العالم العربي. وتابع: لأنه بهذه الخطوة استرد الطفل العربي حقه في الكتابة، بعد أن ظل يعاني قروناً من تلقينه القراءة.
وأوضح نورالدين: ربما يكون تحول أسلوب التعليم من الكتاتيب في بداية القرن العشرين إلى التعلم الذاتي مع ظهور الإنترنت في نهاية القرن هو السبب الحقيقي في ذلك. وذكر أن دور المدرسة مهم جداً وغير منفصل عن دور الأهل.
وفسر: لكن يبقى دور الأهل في اتخاذ القرار الشجاع بتقديم الطفل ككاتب دوراً فيصلاً، لأن المدرسة تواجه عوائق كثيرة وأهمها أنها لا تملك حقوق الملكية الفكرية للقاصرين. وقال: هذا بالضبط ما يواجه دور النشر عندما يقدم إليها الأعمال عن طريق المدرسة أو المدرسين.
موهبة وتميز
هبة حمدي، أمينة مكتبة مدرسة «الاتحاد الوطنية» الخاصة، ساهمت في تشجيع أحد المواهب، وأشارت في بداية حديثها إلى أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالمواهب. وقالت: نعمل بمدرسة «الاتحاد الوطنية» الخاصة بأبوظبي، على تشجيع الموهوبين بشتى المجالات العلمية والأدبية والفنية.
وأوضحت: يكون هذا من خلال إشراكهم في المسابقات والفعاليات المتنوعة التي تقام في الدولة. وأضافت: فاز الكثير من طلابنا بالعديد من الجوائز والمسابقات المحلية والدولية. وتابعت: يوجد لدينا في المدرسة قسم خاص لرعاية الطلاب الموهوبين (SEN) حيث يتم إجراء اختبارات قياس للمواهب مثل (CAT 4) للتعرف على نواحي تميز الموهوبين. واستطردت: ومن ثم يتم إشراكهم في فعاليات تناسب مجالات موهبتهم، بجانب ترشيح آخرين بناءً على ملاحظة المعلمين لطلابهم الموهوبين.
مسودة عيسى
وخصت هبة بحديثها الطالب الإماراتي عيسى العوضي. وقالت: العوضي في الصف العاشر وتم تشجيعه على الاشتراك في تحدي القراءة العربي، وفاز على مستوى منطقة أبوظبي التعليمية. وأضافت: تم توجيهه ليقوم بنشر أول إصدار له، فتواصل مع العديد من دور النشر وواجه الرفض نظراً لصغر سنه، وأخيراً وافقت دار نشر على طباعة كتابه.
وأوضحت: بدأت رحلة عيسى مع الكتابة والنشر، بعد إصداره الأول «مسودة عيسى» الذي عرض في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2017 وأضافت: دعمته المدرسة باصطحابه للمعرض برفقة زملائه (نادي القراءة) لدعمه وتشجيعه بتوقيع الكتاب.
وذكرت: من ثم أقيم حفل توقيع لكتاب العوضي داخل المدرسة التي استضافت العديد من المؤلفين الشباب وشخصيات المجتمع المهتمين بالكتابة. وقالت: في العام الماضي 2018 نشر العوضي كتابه الثاني «لأنه مختلف» وقمنا بنفس الإجراءات عند إصدار كتابه الأول.
وأخيراً قالت: يوجد لدينا العديد من المواهب بالمدرسة، لكننا نفتقد وجود مؤسسة داعمه تساعد المدرسة على صقل وإبراز الموهوبين قادة المستقبل.