[ad_1]
لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
بين الأمس واليوم، بصمات تاريخية شاهدة على أيادٍ إماراتية بيضاء في دعم الثقافة والتاريخ والتراث والعلم، امتدت تلك البصمات إلى خارج حدود الدولة إلى كثير من بقاع العالم، اتساقاً مع نهجها الداعم للمؤسسات التعليمية والثقافية والعلمية، لما يشكله ذلك من أهمية قصوى في بناء العقول ونحو مستقبل أفضل.
استفادت مصر من العديد من تلك البصمات الإماراتية في مجال التعليم والثقافة، وذلك في إطار حرص البلدين على تعزيز التعاون في تلك المجالات، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
في الحادي عشر من شهر فبراير 1990 تبرع الوالد المؤسس بمبلغ عشرين مليون دولار، لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، وذلك تعبيراً عن تقديره للشقيقة الكبرى مصر، ودعماً للثقافة والتعليم فيها، وهو النهج الذي صار عليه أبناؤه من بعده في مسانداتهم لهذا القطاع في أكثر من مكان، اتساقاً مع نهج الدولة في دعم المراكز والمؤسسات الثقافية والتعليمية والإنسانية والعلمية والدينية داخل الإمارات وخارجها.
وفي العام 1992، شيد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معهداً لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مصر، يحتوي المعهد على مكتبة ضخمة تضم آلاف الكتب، ذلك بالإضافة إلى مشروع ترميم المعاهد الأزهرية في مصر آنذاك.
نماذج تعبر عن مدى اهتمام الوالد المؤسس بدعم قطاعي الثقافة والتعليم في مصر، في بصمات إنسانية باهرة لا تزال آثارها قائمة حتى الآن، شاهدة على أيادٍ إماراتية بيضاء في المساهمة في بناء العقول في مصر.
التعليم والثقافة
ومن الوالد المؤسس لأبنائه، تتعدد البصمات التاريخية للدولة في دعم قطاعي التعليم والثقافة، ويُمكن هنا الإشارة إلى قائمة المشروعات التنموية التي أنجزتها دولة الإمارات في مصر بعد 30 يونيو 2013.
على صعيد المكتبات أيضاً، وفي مارس 2014، تم الإعلان عن بدء العمل في مشروع إنشاء مكتبة الأزهر الجديدة، بتمويل إماراتي، على مساحة تبلغ 20 ألف متر مربع، وبتقنيات عالية، بما يسهم في ربط الأزهر الشريف إلكترونياً إقليمياً وعالمياً وتوفير أحدث المراجع العلمية التي يمكن أن يستفيد منها طلاب الجامعات الأخرى أيضاً، ذلك ضمن عدد آخر من المشروعات دعماً للأزهر، منها سكن للطلاب.
وضمت المشروعات التنموية كذلك «تمويل وتشييد 100 مدرسة في 18 محافظة مصرية» بموازنة فعلية بلغت 71.2 مليون دولار، طبقاً لما تم توثيقه بالعرض التفصيلي للمشاريع التنموية لدولة الإمارات في مصر آنذاك. وتضم تلك المدارس حوالي 1877 فصلاً دراسياً، تستوعب أكثر من 67 ألف طالب، بما يسهم في مكافحة الأمية وتقديم فرصة للدراسة، بالإضافة إلى تقليص المسافات التي يقطعها التلاميذ الذين يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم.
تسهم تلك المدارس في حل مشكلة الدوام بفترات (صباحية ومسائية)، وتلبية نحو 7 في المئة من الطلب على المدارس في المناطق النائية، مع توفير أكثر من 3200 وظيفة دائمة في مجال التربية والتعليم.
ويمكن هنا الإشارة أيضاً، من ضمن أبرز المحطات الشاهدة على الدعم الإماراتي للتاريخ والثقافة والتراث، إلى المنحة الإماراتية بقيمة 50 مليون دولار التي من خلالها تم ترميم متحف الفن الإسلامي، بعد تضرره من العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر. وقد أسهمت المنحة في إعادة إعمار وإمداد متحف الفن الإسلامي وتجهيزه بالكامل للتشغيل مرة أخرى، مع تحديث وتطوير جميع الأنظمة الخاصة به.
إشادة بدور الإمارات
يقول رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة السفير عبد الرؤوف الريدي (سفير مصر الأسبق في واشنطن) لـ«البيان» إن «الإمارات لها دور عظيم جداً في المجال الثقافي، وحققت نهضة كبيرة جداً في هذا المجال وفي مجال البحث العلمي، وأنا معجب جداً بما أنجزته الإمارات في ذلك الصدد».
ويشير إلى أن «الإمارات لها دور مهم في دعم الثقافة خارج حدود الدولة كذلك، وهو ما يظهر في مصر أيضاً من خلال عدد من المشاريع التي نفذت بدعم من الإمارات»، وتضم الإسهامات أيضاً التي شكلت دعماً للثقافة والمثقفين، ترميم دار الكتب ومبادرة دار الوثائق القومية الجديدة بمدينة الفسطاط، وإنشاء مجمع المعامل البحثية بكلية الزراعة، ذلك فضلاً عن ترميم المجمع العلمي، وإنشاء المجامع اللغوية والعلمية العربية، واتحاد المؤرخين العرب.
17
خلال حديثه مع «البيان»، قال رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة عبد الرؤوف الريدي، إنه يأمل في تعاون وتواصل بين المكتبة (التي تضم 17 مكتبة في عدد من المحافظات المصرية) والإمارات. وقال: «أود أن يكون هناك تعاون مع الأخوة في الإمارات بالمجال الثقافي في المكتبات، وأن يكون لهم دور في دعم إنشاء المزيد من المكتبات العامة في مصر».