[ad_1]
أحمد عاطف، عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة العمل الإرهابي الذي وقع فجر أمس، خارج المعهد القومي للأورام الواقع في منطقة «المنيل» في العاصمة المصرية القاهرة وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا فضلاً عن العديد من الإصابات. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان أنّ «هذا العمل الإجرامي يتنافى مع القيم الدينية والإنسانية». وأعربت الوزارة عن تعاطف دولة الإمارات العميق وتعازيها الصادقة لأسر الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين جراء هذا العمل الإجرامي الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر. وجدّد البيان موقف دولة الإمارات الثابت الرافض للإرهاب أياً كان مصدره ومنطلقاته.
واتهم الأمن المصري جماعة «حسم» الإخوانية الإرهابية بالتورط في الهجوم الإرهابي الذي استهدف محيط معهد الأورام بوسط القاهرة مساء أمس الأول وأسفر عن مقتل 20 شخصاً وإصابة 43 آخرين.
وذكر الأمن المصري في بيان، أن سيارة تحمل متفجرات اصطدمت بثلاث سيارات خلال سيرها عكس الاتجاه أمام المعهد المتخصص في علاج أورام السرطان مما أدى إلى انفجار السيارة. وأوضحت الداخلية المصرية أن السيارة المستخدمة كانت مسروقة. وكشفت مصادر أمنية مصرية لـ«الاتحاد» عن أن السيارة كانت على الأرجح في طريقها لاستهداف إحدى السفارات القريبة من موقع الانفجار أو أحد الأكمنة الموجودة بنفس شارع مركز الأورام. وأكدت أن اختيار هذا التوقيت قبيل عيد الأضحى معد بدقة لاختلاق «بروباجندا» إعلامية بأن القاهرة غير آمنة وأن مؤسسات الدولة غير مؤمنة بالقدر الكافي.
ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شهداء حادث معهد الأورام الارهابي، واصفاً الحادث بـ«الإرهابي الجبان»، ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين، مؤكداً في تدوينة على موقع تويتر، على «أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم».
وكشف الدكتور حاتم أبو القاسم مدير معهد الأورام لـ«الاتحاد» عن عدم سقوط أي قتلى من المرضى في معهد الأورام المتخصص في علاج مرضى السرطان.
وقال مدير معهد الأورام، إن الوفيات جميعها من المارين بجوار المعهد أثناء الانفجار بالإضافة إلى اثنين من أفراد الأمن الموجودين للحراسة أمام المعهد. وأضاف أبو القاسم لـ«الاتحاد» أن الأجهزة داخل المركز ليس بها أي تلفيات تذكر وإنما التلف الرئيسي نال جانبا كبيرا من واجهة المبنى.
بدورها، قالت وزيرة الصحة المصرية في بيان رسمي إنه سيتم تقديم كل دعم مادي ممكن لإعادة تطوير معهد الأورام حتى إذا كانت من المخصصات المالية من وزارة الصحة، مشيرةً إلى أنه سيتم التواصل مع وزير التعليم العالي لتوفير الدعم المادي واللوجيستي المطلوب.
ويعد معهد الأورام بالقاهرة المركز الأهم للمصابين بأمراض السرطان من مختلف المحافظات المصرية، سواء للإقامة لمدة معينة لتلقي العلاج، أو إجراء الكشوفات في العيادات، أو تلقي جلسة كيماوي محددة لا يمكن أن لا يحصل عليها ضمن جدول العلاج المحدد له بدقة من الجهاز الطبي في المعهد.
وبدأت النيابة المصرية تحقيقاتها في الحادث الإرهابي، حيث أسفرت المعاينة الأولية عن تفحم ما يقرب من 6 جثث، وباقي الجثامين غير معلوم سبب وفاتها، وجميعها بها آثار حروق على الجسم، ودماء كثيرة، نتيجة الجروح القطعية، كما تبين من مناظرة الجثامين أن معظمها كاملة. وكشفت معاينة النيابة، أن التفجير نتج عنه تدمير الوجهة الخاصة بمعهد الأورام، وتبين وجود حفرات في الأرض بالإضافة إلى تدمير 10 سيارات.
وسارع المسؤولون في معهد الأورام إلى نقل المرضى إلى مستشفيات قريبة، وسط مخاوف من تعرضهم للتلوث الناجم عن الدخان، وشوهد الممرضون وأقارب الأطفال المصابين بالسرطان وهم ينقلونهم إلى الخارج، وتسارعت المطالبات للتبرع بالدماء بالقرب من الحادث.
وافترش بعض الأهالي الأرصفة في انتظار قدوم سيارات الإسعاف لنقل الأطفال المرضى، بينما كانت علامات الخوف والذهول شاخصة عليهم.
ولاقى الهجوم الإرهابي تنديداً عربياً واسعاً. وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها للحادث الإرهابي. وقدم المصدر العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب المصري، متمنياً للمصابين سرعة الشفاء. وأكد المصدر وقوف المملكة وتضامنها مع مصر في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأياً كان مصدره. كما أدانت البحرين بشدة الحادث، مؤكدةً وقوفها إلى جانب مصر، وتضامنها التام معها في حربها ضد الإرهاب، وفيما تتخذه من إجراءات ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها. وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن صادق تعازيها ومواساتها لقيادة وحكومة وشعب مصر وذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين جراء هذا العمل الإرهابي الدنيء، مجددةً موقف البحرين الرافض للعنف والتطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله، مشددةً على ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل ردع الجماعات الإرهابية وكل من يدعمها ويمولها. بدوره، بعث رئيس مجلس الوزراء اليمني معين عبدالملك، أمس، برقية عزاء ومواساة إلى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي. وعبر عبد الملك عن أحر التعازي وصادق المواساة باسمه ونيابة عن الحكومة والشعب اليمني، للقيادة والحكومة والشعب المصري وذوي الضحايا بهذا المصاب الجلل. كما نعى الأزهر الشريف ضحايا الهجوم الإرهابي مقدما خالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا، داعياً للضحايا بواسع الرحمة. وأعربت السفارة الأميركية بالقاهرة عن إدانتها بشدة الحادث الإرهابي، وأكدت وقوفها مع مصر في حربها ضد الإرهاب. وفي السياق، أعربت السفارة الألمانية في مصر عن قلقها بشأن الانفجار. وجاء في بيان السفارة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «تلقت السفارة الألمانية بالقاهرة ببالغ القلق أخبار الانفجار المميت الذي تعرض له المعهد القومي للأورام في القاهرة الليلة الماضية». وأضاف «نشاطر أقارب الضحايا وأصدقائهم أحزانهم، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل». ودان الاتحاد الأفريقي الحادث الإرهابي أيضاً وقال، في بيان مقتضب صادر عن رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي، أمس، إن الاتحاد يدين هذا العمل الإرهابي ويقدم التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء. وأكد فكي وقوفه مع الشعب المصري وحكومته خلال هذا الوقت العصيب. ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، «العمل الإرهابي الجبان»، معرباً عن ثقته بقدرة مصر على تخطي كل الصعاب، ومواجهة الإرهاب الأعمى، ومؤكداً وقوف بلاده إلى جانب مصر في هذه الظروف الصعبة.