[ad_1]
أبوظبي (وام)
شهد النصف الأول من العام الجاري 2019، تنفيذ 1400 مبادرة تجسد روح عام التسامح الذي اكتسب في دولة الإمارات بعداً محلياً ودولياً، تمثل في توسع وتزايد حجم المبادرات الرامية إلى تعزيز جهود الدولة الحثيثة لخلق استراتيجية طويلة المدى، بالتنسيق والتعاون مع الفاعلين الدوليين لترسيخ قيم التسامح والتعايش الإنساني بين شعوب العالم.
فعلى المستوى المحلي، شهدت المؤسسات الحكومية والخاصة والإعلامية تفاعلاً كبيراً من خلال تنفيذ أكثر من 1400 مبادرة خلال النصف الأول من عام التسامح، ما يعكس التجاوب غير المسبوق لتنفيذ توجه الدولة الساعي إلى تجذير قيم التسامح والتعايش السلمي ورعاية التعددية الثقافية على أراضيها والتقارب بين الشعوب، بما يعزز من مكانة الدولة كقوة إقليمية داعمة للسلام العالمي.
ووفقاً للجنة الوطنية العليا للتسامح، فقد شكل محور التسامح في المجتمع النسبة الأعلى بعدد 687 مبادرة، والتسامح في التعليم بـ 465 مبادرة، فيما نفذت البعثات الدبلوماسية أكثر من 45 مبادرة خلال «عام التسامح»، ما يؤكد ارتفاع مستوى الوعي في المجتمع بأهمية هذه القيم الإنسانية النبيلة، وتجسيدها على أرض الواقع.
ويمثل تحويل قيم التسامح إلى عادة مستدامة اجتماعياً وتجسيدها مجتمعياً أولوية قصوى للعديد من المؤسسات المعنية بالتعليم والثقافة والمجتمع، وفي هذا السياق تم توجيه وزارة التربية والتعليم لوضع الآليات المناسبة لتوعية طلاب المدارس بوثيقة الأخوة الإنسانية في العام الدراسي المقبل، وتصميم برامج تدريبية لأعضاء الهيئة التدريسية.
وبالتوازي مع جهود الدولة لنشر وثيقة الأخوة الإنسانية، أصدر مجلس حكماء المسلمين كتاباً باللغتين العربية والإنجليزية يوثق أعمال «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية» الذي عقد في فبراير الماضي بأبوظبي، بحضور أكثر من 700 من رجال الدين والمفكرين مثلوا نحو 16 ديانة وعقيدة تزامناً مع الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، للإمارات في سياق «لقاء الأخوة الإنسانية» الذي جمعه بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين.
نشاط دولي مكثف
على الصعيد الدولي، حرصت دولة الإمارات على توظيف أدواتها السياسية والدبلوماسية في تعزيز حضورها دولياً، حيث كثفت جهودها خلال الفترة الماضية لتأسيس تحالف قوي ومستدام بين الديانات والشروع في حوار مهم بين الأطراف الذين يؤمنون بالقيم ذاتها والفضائل، وبالالتزام بإشاعة المزيد من السلم والانسجام بين البشر.
وفي هذا الإطار، شاركت دولة الإمارات في ملتقى قادة المعتقدات والطوائف الدينية الذي نظمته وزارة الخارجية الأميركية بغرض تعزيز الحريات الدينية حول العالم، وذلك خلال شهر يوليو المنصرم في العاصمة واشنطن.
وفي السياق ذاته، وقعت دولة الإمارات إلى جانب الولايات المتحدة وعشرات الدول خلال الملتقى على سبعة بيانات، من بينها بيان استخدام التقنيات والحرية الدينية، وبيان بشأن حماية أماكن العبادة، وبيان بشأن احترام الأديان والمعتقدات، وبيان بشأن إساءة توظيف أتباع الأديان والمعتقدات من قبل جهات غير رسمية، بما فيها الجماعات الإرهابية، وبيان بشأن مكافحة الإرهاب بذريعة قمع الحرية الدينية.
إشادات دولية
اعترافاً بدور دولة الإمارات الريادي في حماية ورعاية التعددية الدينية، زار ميغيل أنخيل موراتينوس، ممثل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الدولة بهدف الاستئناس بالرؤية الإماراتية في حماية ورعاية التعددية الدينية، تمهيداً لوضع خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية في العالم التي يعدها موراتينوس، ويعتزم عرضها على الأمين العام للأمم المتحدة.
يذكر أن استراتيجية دولة الإمارات في رعاية التعددية الثقافية على أراضيها، ترتكز على خطط عدة، من بينها رعاية المراكز الدينية ومساندة الدولة الدائمة لبناء دور العبادة وحمايتها لمختلف الأديان المكرسة بقانون تجريم ازدراء الأديان الذي أصدرته الدولة قبل بضع سنوات لكونها تستضيف على أراضيها أتباع الديانات السماوية والوضعية لأكثر من 200 جنسية حول العالم.