[ad_1]
“البرنامج التأهيلي للإقلاع عن الإجازة الصيفية”
يعمل معظمنا إلى ترتيب أوراقهم وجداولهم مع بداية الفصل الدراسي الجديد، ففيه يعمل طلاب على الاقتراب من “جدول الضرب” في المدرسة، وآخرون للابتعاد عن “جدول ضرب المنزل” كإجراءات تأديبية في بعض الحالات، بينما يعمل الأهالي الكرام على ضبط أوقاتهم لتتناسب مع حركة السير المروري، وتحضير الغداء ليتناسب مع أوقات ما بعد المدرسة، لأننا كما تعلمون بأن كثير من أبنائنا يضيق بهم الحال إن لم يبادروا على مشاهدة دروسهم المفضلة عبر “نتفلكس″، وتوثيق الأحوال عبر برامج التواصل الاجتماعي بعد عودتهم من المدرسة؛ إضافة إلى انشغال المحلات التجارية لتوفير كل ما له علاقة بالمدارس، حتى بلغ أن بعض الأفلام تعرض بالتزامن مع “العودة إلى المدارس″، ولو كانت المدارس عبارة عن أغاني وأجواء احتفال وسرور ورحلات كما هو وارد في تلك الأفلام، لعمل كثيرون على الرسوب والاستمرار في المدارس التي هي أشبه بمدينة الألعاب!
ولكن الدراسة بشكل عام -بعيداً عن ضغوط الدراسة وتشديد وتعسير المناهج الدراسية على الطلاب للحصول على نقاط قوة لإخضاعهم- تعتبر من النعم التي لم يتمكن العديد من سكان الكرة الأرضية من الوصول إليها، فلم يستطع نحو 262 مليون من فئة الأطفال والمراهقين والشباب من الوصول إلى التعليم حتى عام 2017 وفق منظمة اليونسكو، وهو ما يلزم أن تقام الجهود المتواصلة لتوفير التعليم لأكبر عدد ممكن، سيما وأن الهدف الرابع من خطة التنمية المستدامة الأممية يشير إلى توفير التعليم للجميع بشكل مجاني وبالالتزام بالإنصاف والجودة بحلول عام 2030، وتوفير المهارات اللازمة كذلك للإسهام في عملهم بكفاءة عند توظيفهم مستقبلاً.
تكمن أهمية التعليم والاستعداد له في قول الله -عز وجل-: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” (المجادلة: 11)، وبها تتجلى مفاهيم العلم التي رسخها القرآن الكريم، ومن المهم أن يتم العمل بالطرق المبتكرة على أساس ذلك، فلا يتم الاكتفاء فقط للاستعداد للحياة الدراسية و”انتظار صافرة الحكم”، وإنما أيضاً من قبل من لهم باع في مجال التعليم واتخاذ القرارات؛ فيجب أن لا تنحرف البوصلة عن التركيز على التحصيل العلمي للطلاب، بدلاً من الضغط على الطلاب للدراسة وتجنب الحياة الاجتماعية، وينبغي لذلك المهارة والتخطيط السليم في توفير تلك السبل، وهو ما يتم التطلع إليه للتطوير والتمكين لمجال التعليم، فمن خلاله يتم التركيز على النظرة والأهداف المرجوة من قبل التلاميذ بعد دراستهم، فقد تكون لزيادة التحصيل العلمي، والوصول لمؤهلات عليا، والإسهام في الحصول على الوظيفة، وتحقيق إنجازات شخصية ووطنية، والإسهام في البحث العلمي، وغيرها من الأمور المهمة، ولذلك تعتبر الدراسة مهمة في هذا الزمان على الرغم من أن الإقلاع عن التدخين يكاد يكون أسهل من الإقلاع عن الإجازة والعودة إلى المدارس!
bin__zayed@live.com