الأسرة الإماراتية.. عنوان التسامح – الاتحاد

[ad_1]

أحمد السعداوي (أبوظبي)

يلعب التسامح دوراً رئيساً في ترسيخ كيان الأسرة الإماراتية وتقوية بنيانها، ما يستلزم من الآباء والأمهات، إدراك معانيه العظيمة، وجعلها منهاجاً لحياتهم، وغرساً يزرعونه في نفوس أبنائهم. وتبرز معاني وصور التسامح في الأسرة الإماراتية، عبر العديد من مواقف الحياة التي تمر بها، ما ينعكس على المجتمع، ويخرج أفراداً صالحين مستقرين نفسياً واجتماعياً.

ميرا كمال: مودة ورحمة
ميرا كمال، الإعلامية ومقدمة البرامج التلفزيونية، تؤكد أن التسامح بين أفراد الأسرة داعم رئيس لها كونه يحمل في طياته الحب والغفران والمودة، والعلاقة التي تبنى على التسامح يكون أساسها الحب المتبادل، ويكون لها قاعدة قوية لا يسهل اختراقها.
وتتابع، منذ اليوم الأول لزواجي وتكوين أسرة أدركت أنا وزوجي بالعديد من المواقف أنه من دون أن نغفر ونسامح بعضنا لا نستطيع أن نكمل حياتنا بسلام، إذ وقفنا كالقضاة ويحاكم كل منا الآخر في كل صغيرة وكبيرة. ويجب على كل شخص أن يتسامح أولاً مع نفسه ويتصالح معها حتى يستطيع التصالح مع الآخرين، وكل شخص بداخل كيان أسري عليه إدراك أن التسامح المبني على الحب سوف يؤسس أسره قوية قادرة على تحمل كل المشاكل، ويرسخ من الثقة والمودة بين أفراد الأسرة.

برديس خليفة: استقرار وهدوء
برديس خليفة، ترى أن التسامح له أهمية كبرى في ترسيخ العلاقة بين الجميع، فهو يبعث الأمن والاستقرار والهدوء على الحياة الزوجية وسائر أفراد الأسرة، وهو الحل الأمثل لحل مشاكل الأسرة، وخاصة بين الزوجين عكس الخصام والعناد الذي يهدد أمن الأسرة ويزعزع استقرارها. وتبين خليفة أن هناك مواقف كثيرة عكست بشكل واضح معنى التسامح في حياتها الأسرية، خاصة وأنها الأخت الكبرى بينهم، ولذلك تعمل بوصية الوالدين رحمهما الله، بضرورة إعلاء مبدأ التسامح في كافة العلاقات داخل الأسرة، خاصة حين يحدث أي خلاف طارئ أو تعارض في وجهات النظر بين أي من الأخوة وحتى مع الأفراد الآخرين في العائلة، مبينة أن التسامح زينة العقل، ودليل على إيمان عميق بأن الله سبحانه وتعالى يكافئ الإنسان المتسامح.

جاسم عبيد: لمّ الشمل
الإعلامي والكاتب الإماراتي جاسم عبيد يقول إن التسامح بين الزوجين وتغاضي كل منهما عن هفوات الآخر يؤدي دوماً إلى لمّ الشمل، ويحافظ على الأسرة ويبقيها مزدهرة، وهذا بحد ذاته ينعكس على المجتمع، ويخرج أفراداً صالحين مستقرين نفسياً واجتماعياً، ولديهم القدرة الفائقة على الإبداع والإنتاج، انطلاقاً من أن الأسرة هي النواة الأولى في المجتمع وبصلاحها واستقرارها ينصلح المجتمع كله، ومطلوب من الأبوين تعليم الأبناء مفهوم التسامح بشكل عملي، فتكون البداية منهما تجاه بعضهما بعضاً ثم تجاه الأبناء، وهذا يدفع الأبناء لتطبيق هذا السلوك لاحقاً مع أقرانهم وسائر أفراد المجتمع، وداخل بيوتهم حين يكبرون، ويصبح لكل منهم أسرته.
ومن المواقف التي يرويها عبيد، وتؤصل لمفهوم التسامح وأثره الطيب على كيان أي أسرة، أنه حدث خلاف بسيط مع بعض الأشقاء وحين تم حل الخلاف، أصبح الموقف الذي اتخذه خلال هذه المشكلة، درساً لكل الأسرة في كيفية الحفاظ على كيانها وصلات الترابط والمحبة بين أفرادها عن طريق التسامح وحسن معاملة الطرف الآخر، ليكون ذلك منهاج حياة لنا ولأبنائنا من بعدنا.
وينصح عبيد الأسر والأفراد بأن تتعامل مع الحياة ببساطة، وبأن كل المشكلات والأمور كبيرة كانت أو صغيرة ستنسى بمرور الوقت.

دارين منشى: ابتسامة مستمرة
دارين منشي، معلمة أطفال سن ما قبل المدرسة تبين أن التسامح لا يمكن تحقيقه من دون الوعي بطريقة تفكير ونمط الأشخاص من حولنا، وبالتالي بين الزوجين لكي يحصل التوازن في العلاقة، وتكون صحية وتؤثر بالإيجاب على محيطهم. ولتحقيق مفهوم التسامح بشكل فعال بين الزوجين، بما يدعم استقرار الحياة الأسرية. وتنادي منشي، بأن يكون الحبل مرخياً من الطرفين، فإذا شد أحدهما طرفاً يحاول الآخر إرخاء جانبه كي لا ينقطع الحبل، ويعود سليماً بالود والمحبة والصبر، وتبين أنه كي نفهم معنى التسامح يجب أن يكون هنالك محبة وود ولن يكون من دون الكلمات الحنونة والابتسامة المستمرة خلال اليوم، وعليك أن تعتذر إن أخطأت وتصحح خطأك بأن لا تكرره، فالاعتراف بالخطأ لا يعني أنك أذنبت، بل إنك متسامح وتقدر من حولك وتهتم لمشاعرهم.

ندى فنري: الحب وحده لا يكفي
المستشارة الأسرية، واختصاصية تطوير الذات، الدكتورة ندى فنري، تقول: اهتمامنا بالحب في حياتنا الزوجية لا يكفي لبناء علاقة ناجحة، علينا التحلي بالتسامح، ونُعود أفراد أسرتنا عليه. وتذكر أنه بالتسامح نرسم ابتسامات جميلة لمن حولنا وبالطيبة نزرع الود في زمن السرعة والركض وراء المهام وتحقيق الطموحات، الخيار لنا. إما أن نسامح ونعيش حياة مليئة بالعطاء والحب، أو نضيع العمر بالجدل، وكل يرى من وجهة نظره أنه على حق. وتؤكد فنرى، أن الأنثى في قمة نجاحها هي المرأة المتسامحة والرجل لا يضاهيه أحد بسعة أفقه إذا اعتمد على مبدأ التسامح، وهناك طرق لتعلم التسامح أولها أن نغفر لأنفسنا الأخطاء ونفاخر بطباعنا البسيطة، فالحياة نعيشها مرة واحدة.

أحمد طقس: ذكاء عاطفي
«ليس الغبي بسيد في قومه.. لكن سيد قومه المتغابي»، هكذا بدأ المستشار الأسري، الدكتور أحمد طقس، حديثه عن التسامح منوهاً إلى أن تسامح الزوجين بغض طرف كل منهما عن نواقص الشريك وقود الحياة الزوجية، وقال: «أعني بالمتغابي، المتغافل عن الأخطاء والخلافات البسيطة التي قد تعترض مسيرة الزوجين غير المتسامحين، وهكذا فالتسامح يؤدي إلى الترابط الزوجي الذي يؤدي بدوره إلى الترابط الأسري». ويبين طقس، أن حياة الأفراد تحت سقف واحد لابد وأن تعكس بشكل واضح معنى التسامح في حياتنا الأسرية، اعتماداً على الذكاء العاطفي والمسؤولية المشتركة في تربية الأبناء. ويضيف: رب الأسرة عليه أن يعرف أن سلطته تكتسب أهميتها من رقته لا من جبروته، وأن حضور الأبناء في بيته حضور طارئ مؤقت سينتهي بعد سنوات معدودات لذلك فيجب عليه أن يقود البيت بقلبه لا بعضلاته.

نايفة عيد: علاقة وثيقة
نايفة عيد أبو قديري، مدرسة بإحدى مدارس أبوظبي، تشير إلى أن هناك علاقة وثيقة من التسامح بين الزوجين أو الأبناء والإخوة وتوثيق العلاقة بينهم، حيث إن ذلك يدعو كل منهم إلى الإيجابية ونسيان الأمور التي أغضبته من الآخر وتقبل المواقف بصدر رحب، والمحبة والمودة وطرد الضغينة.
وتوضح: مواقف كثيرة تحدث معنا، ويكون شعارنا التسامح، حيث ننسى جميع الأمور التي كسرت قلوبنا ونتذكر الجميل من الآخر، فالإنسان مجموعة من المواقف، ولو بقي متمسكاً بما هو محزن لبقي سجيناً للحياة التعيسة، وكما هي الأحداث السيئة يوجد أحداث جميلة كثيرة تذكرها لتبقى بخير. وتوجه قديري، مجموعة نصائح لأفراد الأسرة عن معنى التسامح ودوره في جعل بنيان الأسرة قوياً ومتماسكاً، أولها عدم السماح لأي مؤثر خارجي بالمساس بالعلاقة الراقية بين أفراد الأسرة، واعتماد مبدأ الصراحة والمواجهة الدائمة مع المحافظة على اختيار الوقت والمكان المناسب لأي نقاش أسري، ولا بد لكل منا أن يمتلك ممحاة تمحو جميع ما أزعجه والأخطاء البسيطة من أفراد أسرته، وأن يكتب أخطاءهم على الرمال حتى تمحوها الرياح الطيبة ويتذكر دائماً.


الصفحة الرئيسية