الحقيبة المدرسية.. الالتزام بالمعايير الصحية يعزز حماية الطلبة

[ad_1]

يشكل الالتزام بالمعايير الصحية للحقيبة المدرسية حماية من مشكلات عدية قد يتعرض لها الطلاب جراء الوزن الزائد على الظهر والمفاصل، التي تعد الأكثر تعرضاً لأذى الحمل الثقيل، هيئة الصحة بدبي من جانبها شددت على أن اختيارها يجب أن يناسب جسم الطفل طولاً ووزناً.

ورغم أن الحقائب المدرسية في الإمارات أصبحت أقل ضرراً مما كانت عليه في السابق بسبب حملات التوعية العامة التي تقوم بها الجهات الصحية والتعليمية، ولجوء بعض المدارس للتعليم الإلكتروني، إلا أن هناك بعض المدارس والطلاب ما زالوا يحملون حقائب مليئة بالكتب والدفاتر التي قد تفوق أوزانهم، مما يلحق آلاماً بالعمود الفقري والكتفين، وقد يتسبب لاحقاً ببعض التقوسات والآلام.

وأكد أطباء العظام والعمود الفقري في هيئة الصحة بدبي على أهمية اختيار الحقيبة المدرسية التي تناسب جسم الطفل طولاً ووزناً؛ بهدف الاستخدام الأمثل صحياً، وحتى لا تؤدي إلى الإرهاق الجسدي والإجهاد العضلي نتيجة الضغط على العمود الفقري والصدر والرقبة والأكتاف والشعور الدائم بالتعب.

مواصفات

بدوره، شدد الدكتور بلال اليافاوي استشاري ورئيس جراحة العظام في مستشفى راشد على ضرورة اختيار الحقائب المدرسية المناسبة للطلاب والطالبات، التي ينبغي ألا يزيد وزنها على 10 – 15% من وزن الطفل، وألا تكون الحقيبة أعرض أو أطول من جذع الطفل، ويلزم ألا يزيد طولها على 10 سم تحت خصر الطفل حتى لا تجبره على الانحناء أثناء المشي، ولتفادي شد الأحزمة لكتفه بشدة، كما ينبغي أن تكون أحزمة الحقيبة المدرسية عريضة ومبطنة من ناحية الظهر؛ لمنع خطر إصابة الطفل من أشياء حادة قد تكون في الحقيبة.

تأثير

وبيّن الدكتور اليافاوي أن الحقيبة الثقيلة هي كأي حمل ثقيل يؤثر على صحة الإنسان، وأنه من الطبيعي أن يشعر حاملها بوجع في الظهر قد يظهر في الأمدين القريب أو البعيد بحسب بنية الطفل وقدرته على التحمل، مشيراً إلى أن نسبة الحالات التي يتم علاجها نتيجة تشخيص أضرار الحقائب المدرسية الطبية قليلة؛ نظراً لكثرة التوعية في المجتمع، وغالباً تأخذ فترة العلاج لبعض الحالات من أسبوع إلى 10 أيام إذا كانت آلامها في العضلات، أما إذا كانت الإصابة في العمود الفقري أو تقوس في العظام أقل من 40 درجة، فتأخذ فترة العلاج الطبيعي والدوائي من شهرين إلى أربعة أشهر، فيما إذا كانت درجة التقوس للظهر أكثر من 40 درجة، ويكون الطفل في مرحلة سن البلوغ، فيتطلب تدخلاً جراحياً.

أوزان ثقيلة

وأوضح استشاري ورئيس جراحة العظام في مستشفى راشد أن الهيكل العظمي للطفل لا يتحمل الأوزان الثقيلة، لاسيما عند المشي بها لمسافات طويلة على كتف واحدة وينبغي أن يكون على كتفين؛ من أجل توزيع الوزن بشكل متساوٍ؛ لأن ثقل الحقيبة المدرسية يؤدي إلى آلام في الظهر والأكتاف والصدر، ويسبب انحناءات للظهر والرأس والرقبة مع مرور الوقت التي تأخذ فترة علاجها مدة طويلة، مشدداً على ضرورة تقليل أكبر قدر ممكن من محتويات الحقيبة فيما يتعلق بالمحتويات غير المهمة باليوم الدراسي، وتجنّب استخدام المقلمة الحديدية بالنسبة للألوان أو الهندسة؛ لئلا تثقل هي الأخرى على الطفل.

ترتيب المحتويات

كما أكد الدكتور اليافاوي على أهمية الترتيب السليم لمحتويات الحقيبة المدرسية لحماية الطفل من متاعب الظهر، مشيراً إلى أنه ينبغي وضع الأغراض الثقيلة بالقرب من الظهر، في حين يتم وضع الأغراض الخفيفة في الجزء الأمامي من الحقيبة، وذلك كي لا يتخذ الطفل وضعية الظهر الأجوف بغرض معادلة الوزن.

ولتخفيف العبء الواقع على الظهر ينبغي أن تشتمل الحقيبة على أحزمة كتف مبطنة ولا يقل عرضها عن 4 سم، مع مراعاة أن يكون طولها متساوياً عند حمل الحقيبة.

وبشكل عام، لا يصح أن يزيد وزن الحقيبة المدرسية على 10 إلى 15% من وزن الطفل.

كما أوصى الدكتور اليافاوي الآباء والأمهات بالتروي والانتباه عند اختيار الحقيبة المدرسية للطفل، وألا يكتفوا باختيار الحقيبة التي تنال إعجاب الطفل، ولكن يجب النظر إلى الحقيبة التي تتوافر فيها معايير الصحة والأمان للطفل.

تقليل الضرر

من جانبه، أشار الدكتور تامر فاروق أخصائي أمراض العظام في مستشفى راشد إلى أن الحقيبة المدرسيّة جزءٌ أساسيٌّ من يوميّات الطالب خلال سنوات دراسته خاصّةً في المراحل الأولى من الدراسة، ومن هنا يجب أنّ تتوفّر في هذه الحقيبة كافّة معايير السلامة والأمان وتقليل الضرر على جسم الطفل، حيث أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت على أنواع متعددة من الحقائب ضررها الجسيم على العمود الفقريّ والرقبة وكامل الظهر بالنسبة للطفل، وذلك عائدٌ إلى تصميم ووزن الحقيبة، وإلى أوزان الكتب والدفاتر الزائدة والتي لا تتناسب مع عمر الطفل.

وأوضح أخصائي أمراض العظام في مستشفى راشد أن الحقيبة يجب ألا تكون أكبر من حجم ظهر الطفل، بحيث تبدأ من الكتفين حتى أسفل الظهر عند بداية الحوض والأفضل شراء الحقيبة ذات العجلات بالنسبة للأطفال المتراوح عمرهم من 6 – 9 سنوات؛ لأنها تقلل نسبة الإصابة بمشكلات العمود الفقري على المدى البعيد؛ ومن أجل المحافظة على صحة الطلاب وحمايتهم من ثقل وزن حقائبهم، وما يسببه ذلك من ألم وأذى للكتفين والظهر، لذا ينصح بالعناية بسلامة الطلاب من كل ما يعرّض صحتهم للخطر.

مشكلات لاحقة

إلى ذلك، بينت دراسة أجريت في إيطاليا أن الطالب الذي يحمل حقيبة تحتوي على ما يشكل 25% من وزنه تظهر عليه مشكلات أثناء أداء أعماله العادية والطبيعية مثل صعود السلالم أو حتى فتح الباب، وهو ما يضاعف احتمالات ترنحه وسقوطه على الأرض، وعلى العكس فإن الأطفال الذين يحملون أوزاناً تشكل 15 بالمئة من وزنهم يحافظون على توازنهم ويؤدون أعمالهم الطبيعية باعتدال. كما لفتت دراسة إسبانية بريطانية مشتركة، إلى أن الفتيات أكثر عرضة من الذكور للإصابة بالانحناء في العمود الفقري.

ومن أبرز مواصفات الحقيبة، أن يكون ارتفاع الحقيبة لطلبة المرحلة الابتدائية 40 سنتيمتراً وعرضها 28 سنتيمتراً وعمقها 12 سنتيمتراً، أما لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية فيجب أن يكون ارتفاعها 45 سنتيمتراً، وعرضها 30 سنتيمتراً وعمقها 12 سنتيمتراً، وأن يكون حجم الحقيبة مناسباً لعمر الطالب بحيث لا يتجاوز وزنها 15 بالمئة من وزن الطالب كحد أقصى.

تغيرات غير صحية

كما أظهرت نتائج دراسة حديثة أن حمل التلاميذ لحقائبهم المدرسية على الظهر منذ ما قبل المدرسة وحتى الصف التاسع الدراسي تؤدي إلى تغيرات غير صحية في وضع الجسم، خاصة إذا كان وزن الحقيبة التي تحمل على الظهر يتراوح ما بين 10 إلى 15% من وزن جسم التلميذ، ونبهت الجمعية الأمريكية للعلاج الطبيعي بأن يكون وزن الحقيبة المدرسية دون هذه الحدود، محذرة أولياء الأمور من طريقة حمل التلاميذ الخاطئة لحقائبهم المدرسية، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في حدوث خلل في العمود الفقري، كما تتسبب حقيبة الظهر حين تكون ثقيلة للغاية أيضاً في جعل العضلات تعمل بشكل أكثر قسوة مما يؤدي لإصابتها بالتوتر والإجهاد، وجعل العنق والكتفين والظهر أكثر عرضة للإصابة.

 

 

 

 


الصفحة الرئيسية