الأمين العام لـ«دار الفتوى» في أستراليا لـ«الاتحاد»: تنسيق مع الإمارات لنشر الوسطية والاعتدال – الاتحاد

[ad_1]

أحمد شعبان (القاهرة)

أكد الشيخ الدكتور سليم علوان الحسيني، الأمين العام لدار الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا، أن دور المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا كبير وعظيم في نشر الإسلام ونشر الفكر الوسطي والاعتدال والأفكار النيرة، لاسيما عبر برامج دينية معتدلة ومعتمدة وموثقة، وعمل دورات مكثفة للأئمة في أستراليا وتدريبهم على هذا الفكر النيري الوسطي، لافتاً إلى أن كل هذا يصب في أمرين مهمين، هما أمن أستراليا وحفظ فكر الشباب من التطرف. وقال الحسيني لـ «الاتحاد»: مازلنا نطبق المنهج الوسطي المعتدل مع كل شرائح المجتمع في أستراليا، حيث نعيش مع المسلم ومع غير المسلم بإظهار سماحة الدين وحقيقة هذا الدين العظيم الذي يدعو إلى العدل، والاعتدال، وإلى نبذ التطرف ونبذ الإرهاب البغيض. وبالنسبة للجالية المسلمة في أستراليا، أشار إلى وجود مدارس عدة، وإذاعة إسلامية، تبث 24 ساعة باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى بعض اللغات الأخرى،
ويوجد في أستراليا جمعية للشباب المسلم ونادي كشافة ونادي رياضة وجمعية للنساء، ما يصب في خدمة الجالية المسلمة ويعود على المصلحة العامة للجميع هناك. وهذا ما يدعو إليه ويعيده ويكرره على مسامع الجميع. وأشار إلى أنه عضو في الأمانة العامة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ومقرها في أبوظبي، برئاسة معالي الدكتور علي راشد النعيمي، مؤكداً التنسيق المستمر في دولة الإمارات العربية المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، أو في جنوب شرق آسيا، لنشر وسطية وسماحة الإسلام وإظهار صورة الإسلام الصحيحة، مضيفاً: نحن قائمون على هذا الأمر لنشر هذا الفكر الوسطي المعتدل، لأنه أحوج ما يحتاج إليه الناس في هذه الأيام.
وحول إساءة بعض الجماعات المتطرفة إلى الإسلام بأفكارها المتشددة وأفعالها الإجرامية، مما خلق صورة مشوهة عن دين التسامح والسلام وساعد على انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا» في أوروبا، أكد الشيخ الحسيني أن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» انتشرت في الغرب وفي أوروبا بالتحديد ولها أسباب عديدة، وإن كانت أسباباً غير مبررة، ومنها وجود هذه الفرق الضالة والمتطرفة التي تدعي الإسلام، وفي الحقيقة الإسلام منها براء.
كما أكد أن التعامل مع هذه الظاهرة وأمثالها يكون بالتعامل الجدي مع كل الفعاليات من كافة الجاليات، ولاسيما مع مؤسسات الدولة، لإظهار حقيقة الإسلام وبيان سماحة الدين، وأن الإسلام يرفض ظاهرة التطرف والإرهاب، وأن ما يفعله هؤلاء المتطرفون لا يمثلون فيه إلا أنفسهم، ولا يمثلون فيه هذا الدين العظيم.
وأضاف: نحن مستمرون على هذا الأمر بالتعاون مع الأزهر الشريف وجامعة الأزهر ووزارة الأوقاف المصرية، وكذلك بالتعاون مع جهات رسمية معروفة بتاريخها العريق والوسطي والفكر النير، مؤكداً حرص بلاده على ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال التي يتبناها الأزهر الشريف منذ أكثر من ألف عام، من خلال إنشاء الأزهر مركزاً لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإنشاء فرع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر بأستراليا، لنشر صحيح الدين والوسطية.
وشدد الحسيني على أهمية عدم تمكين المتطرفين من المنابر الإعلامية في أستراليا، ولا من منابر المساجد، ولا الإذاعات، ولا أن توزع كتب هؤلاء المتطرفين في بلاده، لافتاً إلى ضرورة مواجهتهم بالحكمة، على حسب ما تقتديه المصلحة الإسلامية، حتى نكف شرهم عن مجتمعنا، الأمر الذي يتطلب تعاوناً جدياً، مع بقية الفعاليات، مشيراً إلى أنه في دار الفتوى بأستراليا يسيرون على هذا المنهج، بالتعاون مع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.
وقال: «إظهار حقيقة الدين الإسلامي بالأدلة والبراهين هذا الذي نريده، فنحن لا نريد مداهمات على حساب الدين، ولا نريد أن نتخلى عن مبادئنا، ولا أن يصير هناك إفراط، ولكن نريد الفكر الوسطي والاعتدال، لا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا تقصير، وهذا ما نحتاجه اليوم»، مشيراً إلى أن المسلمين في أستراليا يعيشون بأمن وأمان، وغالب الجالية الإسلامية هناك يرفضون الفكر المتطرف، لافتاً إلى وجود بعض الأشخاص الذين لديهم أفكار متطرفة ولكن لا يمثلون إلا أنفسهم، ولكن الجالية المسلمة في أستراليا ترفض وتنبذ الفكر المتطرف.
وأضاف: «الدولة في أستراليا سمحت لنا بالدخول إلى بلادهم وأعطتنا التأشيرة والأمان، وأقمنا في المنازل، وفتحنا المدارس، وأنشأنا المساجد، ونمارس حياتنا بصورة طبيعية، ونقوم بالأعمال التجارية»، متسائلاً: ماذا تنتظر من المسلم الذي عومل بهذه المعاملة؟ ألا تنتظر منه أن يرد بما هو أحسن؟ فنحن نعاملهم بما أحسن ولا نعاملهم بالسوء، حتى نظهر سماحة الدين الإسلامي في صورته الحقيقية.


الصفحة الرئيسية