التحام المركبة «سويوز أم أس 15» مع محطة الفضاء الدولية بنجاح.. الحلم عربي.. والإنجاز إماراتي – الاتحاد

[ad_1]

آمنة الكتبي (بايكونور)

وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية في وقت مبكر من صباح اليوم.
وفي أولى رسائله، وجه المنصوري التحية إلى أصحاب السمو حكام الإمارات وشعبها، وإلى الوطن العربي.
وقال: «سلامي لقادتنا.. شيوخنا.. حكامنا.. الوطن العربي.. أنا هنا أعانق النجوم، وهي بداية لمراحل جديدة مقبلة، كنت أتمنى أن يرى الجميع الأرض من هنا، رأيت الشروق والغروب وأنا في طريقي إلى محطة الفضاء الدولية، والآن أستعد لبدء مرحلة جديدة».
وكانت المركبة «سويوز أم أس 15» التحمت بنجاح مع محطة الفضاء الدولية، ليدخل طاقمها الذي يضم رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، إلى المحطة بعد ساعتين من وقت الالتحام.
وقال هزاع المنصوري متحدثاً بعد الالتحام: «بحمدلله وصلنا لمحطة الفضاء الدولية، منظر الأرض جميل من هنا وسلامي لكل شعب الإمارات».
وتوجه الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، بكلمه لهزاع من مركز الانطلاق: «أبلغك تحيات جميع المتواجدين هنا في بايكونور وشعب الإمارات، وجميع من في الأرض يشاهدونك، نحن فخورين بك».
ويرافق هزاع المنصوري على متن المركبة «سويوز أم أس 15»، التي انطلقت من بايكونور في كازاخستان، كل من رائدي الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا والأميركية جيسيكا مير.
وكان مركز محمد بن راشد للفضاء قد أعلن نجاح إطلاق مركبة الفضاء الروسية «سويوز أم أس 15» أمس في تمام الساعة 05:57 مساءً بتوقيت الإمارات، من محطة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان وعلى متنها هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، في إنجاز تاريخي تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة مع إنجاز أولى خطواتها العملية في مضمار اكتشاف الفضاء والدخول إلى مجال علومه وأبحاثه.

هزاع المنصوري لحظة دخوله محطة الفضاء الدولية
وبهذه المناسبة، أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أهمية هذا الإنجاز وقال: «مع وصول أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية تكون دولتنا قد خطت خطوة مهمة على طريق تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة لمستقبل الوطن وترجمت مجدداً بصورة عملية قدرة الإنسان الإماراتي على إحراز إنجازات نوعية لها قيمتها وأثرها في دعم مسيرة العالم نحو غد يحمل الخير للإنسان ويقدم له من الحلول ما يعينه على مواجهة ما يحيط به من تحديات آنية ومستقبلية».
وقال معاليه: نخطط لإرسال سلطان النيادي إلى الفضاء في الوقت المناسب كما لدينا خطة لإعداد مجموعة من الرواد الإماراتيين.
وأضاف: المرحلة المقبلة أكثر طموحاً وتميزاً، وسيتم خلالها إطلاق «مسبار الأمل» و نتطلع إليها كونها ستكون مسيرة نتجاوز فيها الآخرين على صعيد الريادة العالمية، وسنعمل فيها على النهوض بقطاعنا الفضائي في مختلف المجالات إلى مراحل يحقق فيها دوره المتكامل في تعزيز نمو دولتنا، ويسهم بشكل مباشر وكبير في تنوع الاقتصاد الوطني.
وتابع معاليه: «قطاع الفضاء الإماراتي يدخل مع انطلاق هذه المهمة التاريخية إلى مرحلة جديدة في مسيرته نحو الريادة، بفضل رؤية القيادة الرشيدة».

هزاع المنصوري لحظة دخوله محطة الفضاء الدولية

حقبة جديدة
بدوره، قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «شاهدنا انطلاق الصاروخ الذي أقلّ أول رائد فضاء إماراتي وهو يتوجّه إلى عنان السماء معلناً تدشين حقبة جديدة من إنجازات دولة الإمارات، ومحققاً أيضاً آمال العرب ببلوغ محطة الفضاء الدولية، حيث دأب العرب على متابعة كافة الإنجازات العالمية المتعاقبة في مجال الفضاء بشغف كبير، لكن عندما يكون صاحب الإنجاز عربياً يأخذ الفخر والحماس طابعاً آخر»، مؤكداً أن رحلة هزاع المنصوري كأول رائد فضاء إماراتي ستحفل بالعديد من التجارب العلمية، لتكون هذه الرحلة بمثابة مرجع موثق، وليسهم في زيادة المخزون العربي في مجال صناعة الفضاء وعلومه.
وأثنى على دعم عائلات رواد الفضاء الإماراتيين من خلال تواجدهم معهم ومع فريق عمل برنامج الإمارات لرواد الفضاء في هذه المناسبة المهمة، مؤكداً في السياق ذاته أن بلوغ أبناء الإمارات الفضاء سيكون مصدر إلهام للشباب العرب.

حلم قديم
ومن جانبه، قال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «سيظل يوم الـ25 من سبتمبر 2019 علامة فارقة في تاريخ الإمارات، وفخراً لكل إماراتي وعربي.. نرى اليوم بداية تحقيق حلم بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي بصعود طموح زايد على متن الصاروخ الذي انطلق من الأرض أمس، حيث تمثل رحلة هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي أملاً لمؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث تزامن تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 مع ذروة السباق نحو الفضاء»، معرباً عن أمنياته لرائد الفضاء هزاع المنصوري بإتمام نجاحه في مهمته التاريخية وإجراء كافة التجارب العلمية المُخطط لها ضمن هذه الرحلة على محطة الفضائية الدولية.
وأضاف: «نثمّن دعم القيادة الرشيدة وتشجيعها لأبناء الإمارات على مواكبة التطورات المتلاحقة في جميع القطاعات بما في ذلك قطاع الفضاء الذي نجح أبناء الإمارات في ترسيخ دعائمه في الدولة».

هزاع المنصوري لحظة دخوله محطة الفضاء الدولية

طموحات كبرى
من جهته، قال المهندس، سالم حميد المري، مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء: «تشارك الإمارات اليوم العالم في تحقيق طموحاتها الكبرى من خلال نجاحها في إرسال أول رائد إلى المحطة الفضائية الدولية، حيث جسدت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامها بعلوم الفضاء من خلال إطلاق برنامج الإمارات الوطني للفضاء والذي يندرج ضمنه برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ونرى اليوم أولى ثمار نجاح هذا البرنامج».
وأضاف المري، إن «نجاح مهمة الإطلاق كان نتاج شراكات استراتيجية مع كبرى وكالات الفضاء العالمية من بينها وكالة الفضاء الاتحادية الروسية روسكوسموس، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية، ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الأميركية ناسا، وذلك ضمن رؤية القيادة الرشيدة في إعداد كوادر إماراتية تحقق المزيد من الإنجازات في صناعة وعلوم وأبحاث الفضاء».

مراحل الإطلاق
وأوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن عملية إطلاق مركبة «سويوز إم أس 15»، تمت باستخدام صاروخ من نوع «سويوز أف جي»، الأكثر استخداماً وموثوقية في تاريخ مهمات الفضاء المأهولة، والذي يحتوي في الجزء العلوي منه على مركبة «سويوز »، وهي الوحدة المدارية، التي تحتوي على مرافق مختلفة للرواد ومخزن العمليات إضافة إلى وحدة الالتحام، والجزء الأوسط، حيث يجلس الرواد أثناء عمليات الإقلاع والهبوط، ومن خلاله تتم عمليات التحكم بالمركبة، والجزء الأخير، ويشمل وحدة الدفع، التي تحتوي على الوقود ومحركات مركبة «سويوز إم أس 15».
وأشار مركز محمد بن راشد للفضاء، أن عملية الإطلاق بدأت بارتداء رواد الفضاء بدلة السوكول «الصقر» داخل المركز، استعداداً لمهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، ثم توجهوا لتوديع أصدقائهم وعائلاتهم من خلف الزجاج، ومن ثم صعدوا على متن حافلتين تنقلان الطاقمين الرئيس والبديل، إلى منصة الإطلاق.

هزاع المنصوري

الثانية 12 وتفاصيل المرحلة الأولى
وعن تفاصيل الرحلة، أوضح المركز، أنه قبل ساعتين ونصف من الإطلاق، صعد رواد الفضاء على متن صاروخ «سويوز»، تمهيداً لإتمام الإجراءات الوقائية «نظام التنفس في المركبة»، إضافة إلى إجراء اختبارات النظام وتجهيز المركبة والتواصل مع الفريق المختص في المحطة الأرضية، وعند بدء العد التنازلي التلقائي، أغلق رواد الفضاء خوذاتهم؛ حيث بدأ تشغيل نظام التحكم لقائد المركبة، وإدخال مفتاح الإطلاق، وقبل 60 ثانية من الإطلاق، انفصلت الطاقة الخارجية من المركبة، وتم تشغيل الطاقة الداخلية. وقبل 35 ثانية، بدأت عمليات التشغيل التلقائية، ثم إصدار أمر الإطلاق في الثانية الـ12 ما قبل الإطلاق، حيث انطلق صاروخ سويوز في تمام الساعة الـ05:57 مساءً بتوقيت الإمارات. وخلال عملية الإطلاق، تم توفير قوى الدفع لصاروخ سويوز من خلال المحركات الجانبية الأربعة، وفي الوقت نفسه إشعال الوقود المركزي للصاروخ، أو الكتلة الأساسية لتوفير قوة دفع إضافية، ثم بدأ الصاروخ في مناورات للحصول على الاتجاه الصحيح نحو المدار المطلوب، وفي هذه اللحظة تعرض الطاقم لقوة تسارع تصل إلى 1.5 G. وبعد دقيقتين من زمن الرحلة، بلغ ارتفاع الصاروخ 40 كم، وفي هذه المرحلة تم التخلي عن برج النجاة الموجود على رأس الصاروخ، وبعد عدة ثوان توقفت المحركات الأربعة عن الاحتراق بعد نفاد الوقود، يتم إطلاقها والتخلي عنها من على جوانب الصاروخ وإنهاء مرحلة الإطلاق الأولى وقد انفصلت المركبة عن وحدات التسريع الثلاث بنجاح ووُضعت في مدارها. جدير بالذكر أن مركز محمد بن راشد للفضاء، نقل عبر بث مباشر من مقر المركز لحظة انطلاق هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، على متن مركبة «سويوز إم. أس 15»، إلى محطة الفضاء الدولية، في أول مهمة إماراتية مأهولة وسط متابعة وترقب مجموعة من مهندسي المركز المتواجدين في محطة التحكّم الأرضية في موسكو، والتابعة لوكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، والمحطة الأرضية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» في هيوستن، وكذلك في المحطة الأرضية الرئيسة في المركز بدبي، وحول العالم.

هزاع المنصوري

مركبة سويوز
تستخدم مركبة «سويوز»، التي تتسّع لثلاثة أشخاص فقط لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وأُطلقت عام 1967 لرحلات الفضاء، وأصبح السفر على متن «سويوز الروسية»، هو الوسيلة الوحيدة لرواد الفضاء للوصول إلى محطة الفضاء الدولية منذ عام 2011 حين أحالت «ناسا» مكوك الفضاء للتقاعد عام 2011. ويتم تثبيت مركبة فضاء سويوز واحدة على الأقل في محطة الفضاء الدولية في جميع الأوقات لاستخدامها في حالة الطوارئ والاضطرار لإخلاء المحطة في أي وقت.

صاروخ سويوز
صاروخ سويوز هو المعني بحمل المركبة خلال الإطلاق، حيث تم إطلاق أول صاروخ عام 1966، ليستمر بعد ذلك إطلاق هذا الصاروخ ليصل لأكثر من 2000 صاروخ من سويوز. والجدير بالذكر أن نظام الإطلاق الخاص بهذا الصاروخ وضعته شركة إنيرجيا كوروليف للصواريخ والفضاء، وصنعه مركز تطوير بحوث وإنتاج الصواريخ (Progress) في سمارا، بروسيا.

أعراض انعدام الجاذبية
قالت حنان السويدي طبيبة رواد الفضاء: فور انطلاق هزاع المنصوري رائد الفضاء الإماراتي إلى مركبة «سويوز ام اس 15» ومن ثم الانتقال إلى محطة الفضاء الدولية يبدأ عملنا في ملاحظة الحالة الصحية.
وأضافت: من أكثر الحالات التي قد تصيب رائد الفضاء هي الشعور بالغثيان بسبب انعدام الجاذبية موضحة أن أكثر من 70% من رواد الفضاء يشعرون بتلك الأعراض ولكنها تختلف من شخص لآخر وقد يكون الشعور بعدم الارتياح في المعدة أو برودة في الأطراف، مبينة أن شعور الغثيان قد يستغرق من 24 إلى 72 ساعة. وأشارت السويدي إلى أن رائد الفضاء يكون مدرباً ومؤهلاً لمعالجة تلك المشكلة من خلال بعض التمارين أو الأدوية والتي تم توفيرها في المركبة بالإضافة إلى المحطة الدولية. وبينت أن فترة عزل رواد الفضاء مدتها 15 يوماً.

هزاع المنصوري

الجابر: نهضة حضارية
قال الدكتور محمد أحمد الجابر، سفير الإمارات العربية المتحدة فوق العادة والمفوض لدى كازاخستان، إن دولة الإمارات سجلت أمس حدثاً تاريخياً بعد انطلاق هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الدولية ليحقق طموحات الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأحلام وآمال أجيال إماراتية وعربية في أن يكون للعرب دور ومكانة في هذا المجال العلمي الحيوي، وليستعيد العرب أمجادهم بمساهمة الإمارات في إحياء نهضة العرب الحضارية.
وأضاف أن هذا الحدث المهم والتاريخي للإمارات العربية المتحدة تم بفضل مبادرة قيادة الإمارات لإنشاء برنامج حكومي لتدريب رواد الفضاء.

النيادي: رحلة النجاح والتوفيق
قال سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي البديل أتمنى التوفيق لأخي هزاع المنصوري لأنه يحمل حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وطموح القيادة الرشيدة، فهو يمثل شعب الإمارات بأكمله. وأضاف: بإذن الله سوف تتكلل رحلة هزاع بالنجاح والتوفيق، موضحاً أنه سيعمل على مبادرة تعليمية مع وكالة الفضاء اليابانية وهي عبارة عن عمل تفاعلي مع طلاب المدارس من خلال البث المباشر. وحول الصعوبات في برنامج التدريب قال النيادي: لابد من وجود صعوبات لرواد الفضاء، مبيناً أن المهام الفضائية صعبة وتحتاج إلى تأهيل بدني وتأهيل ذهني، مشيراً إلى أنهم خلال وجودهم في روسيا تعلموا اللغة الروسية.


الصفحة الرئيسية