[ad_1]
كشفت رئيسة منظمة «تربويون بلاحدود»، كريمة المزروعي، عن تجهيز المنظمة مكتباً إقليمياً لها في إمارة أبوظبي، وافتتاحه خلال الأشهر المقبلة، مشيرة إلى أن المنظمة فتحت باب التطوع لاستقطاب التربويين والمعلمين من جميع أنحاء العالم، لتقديم خدمات التدريس والتدريب والتأهيل، ونمذجة التعليم، ودعم المصادر والموارد والمناهج، وإعداد الاختبارات وغيرها من الخدمات التي ستوفرها مشاريع المنظمة في المناطق التي لا تحظى بالاهتمام، ومخيمات اللاجئين التي تعاني نقصاً وحرماناً في الخدمات التعليمية.
وتفصيلاً، أوضحت المزروعي، أن فكرة تأسيس المنظمة بدأت بعد المتابعات المستمرة للتقارير الدولية والإحصاءات التي تشير إلى ارتفاع نسبة الأمية والفجوة في العملية التعليمية، فضلاً عن تدهور الخدمات التعليمية الأساسية في المناطق التي لا تحظى باهتمام كافٍ من الخدمات الحكومية في كثير من دول العالم، وحرمان كثير من الأطفال التعليم الأساسي، بسبب الظروف الاقتصادية والصراعات والنزاعات والكوارث التي تشهدها كثير من الدول، مشيرة إلى أنه وفقاً لتقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 50% من الأطفال اللاجئين لا يحصلون على التعليم الابتدائي، بجانب تخلف مؤشرات مخرجات التعليم الأساسية، حسب تقارير البنك الدولي في تقييمه لواقع التعليم (2018)، ومن هنا بدأت فكرة إنشاء المنظمة. وهدف المنظمة تعليمي بحت بأيدي متطوعين من المعلمين والتربويين والمتخصصين حاملي المؤهلات العلمية المطلوبة.
وقالت المزروعي: «مقر المنظمة الأساسي في جنيف، وبحسب الخطة الاستراتيجية للمنظمة جار حالياً تجهيز مكتب في إمارة أبوظبي، حيث تجري الاستعدادات والتجهيزات على قدم وساق، ليبدأ مباشرة عمله في غضون الأشهر المقبلة، وفي كل المجالات والبرامج والأنشطة السامية المتعلقة بالمنظمة»، مشيرة إلى أن اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في العاصمة أبوظبي لإنشاء المكتب الإقليمي للمنظمة، جاء إيماناً من أعضاء المنظمة بالقدرات الكبيرة التي تمتلكها أبوظبي في مجال دعم الخدمات الإنسانية، فضلاً عن أن المكتب سيمنح المنظمة فرصة التنسيق الأمثل لعملية تنفيذ المعايير الدولية للمنظمة، نظراً للموقع الجغرافي المميز للإمارات، وعلاقاتها الدولية.
وأضافت: «منذ انطلاق المنظمة في يوليو الماضي، تم تنفيذ عدد من الخطوات الأساسية، منها إطلاق الموقع الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، وموقع المتطوعين بالمنظمة، كما تم عقد اجتماعات بالمنظمات ذات العلاقة، والسفارات في نطاق العمل، بجانب عمل مذكرات واتفاقيات تفاهم سيعلن عنها بالتدريج»، مشيرة إلى البدء في إجراء الزيارات الاستطلاعية، فيما ستبدأ زيارات المتطوعين التعليمية للمشروع الأول قبل نهاية العام الجاري.
وأكدت أن المنظمة لديها العديد من البرامج والأنشطة التعليمية ذات الجودة، والتي ستنفذ من قبل التربويين والمعلمين المتطوعين، لمساعدة الأطفال على الحصول على التعليم، منها تدريب المعلمين وإعادة تأهيلهم، ودعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة (أصحاب الهمم)، ودعم المدارس بالمصادر والمراجع الإثرائية، والتعليم الإلكتروني، والتعليم عن بُعد، حسب جاهزية منطقة العمل وغيرها، حيث سيكون لكل منطقة متطلبات تختلف عن المناطق الأخرى، لكن الهدف هو الاستدامة التعليمية في تلك المنطقة، لتستطيع الاعتماد على معلميها المؤهلين لصنع مستقبل أفضل للأطفال.
وأكدت المزروعي، أن التعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم الإماراتية والجهات التعليمية المحلية، هو صلب اهتمامات منظمة «تربويون بلا حدود»، وضمن أجندتها الرئيسة، باعتبار أن هذه المؤسسات لها تجربة ناجحة في مجال توفير التعليم الأساسي للأطفال، وبما أنها منظمة غير حكومية، نشاطها الرئيس هو التعليم، يمكن الاستفادة من خبرات الوزارة في دعم بعض المناهج في الدول التي نعمل فيها، وإدخال إصلاحات منهجية وجوهرية، فضلاً عن الاستفادة من خبرات الوزارة في تدريب وتطوير وتأهيل المعلمين.
وأشارت إلى أن وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، كان من أوائل المهنئين بإطلاق المنظمة، وأرسل تهنئته لأعضاء المنظمة خلال حفل الإطلاق في جنيف، وأبدى كامل الدعم لأعمال المنظمة، لافتة إلى أنها تشجع كل من يود تغيير حياة طفل، وصنع الفرق، على أن ينضم إلى المنظمة.
وحول آلية استقطاب المنظمة للمتطوعين للعمل، وهل سيكون التطوع محلياً فقط، أوضحت المزروعي أن فكرة المنظمة تقوم في الأساس على التطوع، لذا لا يمكن الاقتصار على المعلمين في جنيف أو أي مكتب إقليمي نفتحه فقط، خصوصاً أن جميع العاملين في المنظمة من المتطوعين، حيث نتبع في منظمة «تربويون بلا حدود» سياسة الباب المفتوح، وفلسفتنا تقوم على إشراك كل المتطوعين من مختلف أنحاء العالم، بشرط أن يكون تربوياً أو معلماً مؤهلاً أو متطوعاً يمكنه دعم أعمال المنظمة، فضلاً عن أن التطوع من الأهداف الاستراتيجية للمنظمة، كما أننا نحتاج في المنظمة إلى هذا الاختلاف والتنوّع في المتطوعين لخدمة المناطق المستهدفة بصورة أفضل، وكلما زاد التنوع نجحت المنظمة بصورة أكبر.