[ad_1]
يهبط اليوم رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى الأرض، وذلك حوالي الثالثة ظهراً بالتوقيت المحلي، فيما يرافق المنصوري رائدا الفضاء الأمريكي نيك هاج، والروسي أليكسي أوفشينين، وذلك على متن مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 12»، في رحلة ستستغرق 3 ساعات ونصف الساعة، فيما ستنفصل المركبة عن محطة الفضاء الدولية حوالي الساعة 11:36 صباحاً بتوقيت الإمارات، لتهبط في جنوب شرق مدينة جيزكازجان وسط كازاخستان.
إلى ذلك، نظم مركز محمد بن راشد للفضاء، مؤتمراً صحفياً، عبر موجات الراديو، بين هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، مع مجموعة من رؤساء ومديري التحرير والإعلاميين لعدد من الصحف والقنوات المرئية والمسموعة، خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية.
وبدأ التواصل مع هزاع المنصوري رائد الفضاء الإماراتي بسؤال وجهته منى بوسمرة رئيس التحرير المسؤول لصحيفة «البيان»، بعد أن نقلت له مشاعر فخر أبناء الإمارات به وبما قدمه، حيث استفسرت منه عن أهم الدروس المستفادة من هذه التجربة التاريخية، وانطلاقاً من مسؤوليته الوطنية كيف سيستفيد رائد الفضاء القادم من تجربته وخبراته التي اكتسبها خلال هذه المهمة.
وأجاب المنصوري أنه يحمل مسؤولية كبيرة تجاه وطنه وقيادته وشعبه، وأن هذه المسؤولية تنبع من أهمية المردود الذي سيتحقق من خلال رحلته، فهناك الجزء الخاص بالخبرات المكتسبة، فضلاً عن المردود العلمي الذي ستكشف عنه نتائج التجارب والاختبارات التي قام بها، مبيناً أن نقل هذه الخبرات للمستفيدين منها، جزء أساسي من مهمته، لإفادة الجيل القادم من رواد الفضاء الإماراتيين، ورفد المجتمع العلمي بما وصلنا له خلال هذه المهمة.
تدريبات مهمة
وأضاف أنه وخلال فترة مهمته خاض الكثير من التدريبات الصعبة والمهمة في آن واحد، وأن التدريبات في الفضاء تختلف عما يجري على الأرض، خاصة أن هناك تفاصيل كثيرة يجب الأخذ بها، ومنها عوامل الجاذبية وكيفية الحركة والتحكم في الوقت عند إجراء التجارب، وهذه كلها تحديات يجب تجاوزها، وهو ما تم فعلياً من خلال المردود الجيد عن نتائج التجارب التي قام بها، فيما شكلت التجارب الـ 16 التي أجراها، تحدياً من نوع خاص، وهي كيفية التأكد من إجرائها والحصول على نتائجها، في وقت قياسي وزمن قليل، حيث كان عامل الوقت هو التحدي الأكبر الذي يجب أن يتغلب عليه خلال مهمته، ولذلك ضاعف مجهوده للوصول إلى نتائج مرضية.
تنوع المهام
وأشار إلى أهمية تواجده بين رواد الفضاء على متن المحطة الدولية، باختلاف مهماتهم ووكالاتهم الفضائية، وهو الأمر الذي أوجد ثراء كبيراً وتنوعاً هائلاً لمردود المهمة التي يعمل عليها، والتي يشاركهم إياها، مبيناً أن التواجد بين هذه القامات العلمية الكبيرة، أضاف له الكثير من الخبرات التي سيكون حريصاً على نقلها لإفادة الجيل الجديد من رواد الفضاء الإماراتيين الذين سيفرزهم برنامج الإمارات لرواد الفضاء خلال الفترة المقبلة.
وأجاب المنصوري عن سؤال تطرق إلى شعوره وهو يبث المقاطع التي يصورها على متن المحطة باللغة العربية، وكيف يرى الإمارات من الفضاء، أن الدولة لها بريق خاص من الفضاء، يخطف القلب والعين، حيث تظهر متلألئة وهاجة من الفضاء، وهو ما يثير في نفسه شعوراً كبيراً بالفخر بوطنه وقادته وشعبه وما نحققه من إنجازات، وأن الكرة الأرضية من الفضاء تتمتع بجمال كبير، وما نشاهده من صور عن كوكبنا، مختلف كلياً في الإحساس في حال نظرت إليه بشكل واقعي ومباشر.
فخر واعتزاز
وذكر أن تحدثه باللغة العربية لأول مرة من على متن المحطة الدولية، هو أمر يدعو للفخر والاعتزاز، وأن حلم المغفور له الشيخ زايد تحقق، ولذلك فهو ومن يأتي بعده من رواد فضاء إماراتيين، مستمرون بقوة للوصول إلى أهدافهم، ومبتغاهم، وتحقيق النجاح تلو الآخر لمشروعاتنا في هذا القطاع.
وأردف المنصوري خلال إجابته عن: هل مناهجنا التعليمية بحاجة لتطويرها بما يتناسب مع ما نحققه من نجاح في قطاع الفضاء لتخريج أجيال جديدة متميزة، وفيما إذا كان من خريجي المدارس الحكومية الإماراتية أم لا؟ حيث أوضح أنه تعلم في كافة مراحله التعليمية في مدارس الإمارات الحكومية، وأنه نشأ في منطقة «ليوا» الصحراوية، ورغم ذلك فإنه تلقى تعليماً جيداً ومتميزاً، أسس لنجاحاته التي جاءت بعد ذلك، والذي استمر في المراحل المتقدمة وصولاً للجامعية منها، والذي تخرج منها طياراً عسكرياً في صفوف قواتنا المسلحة الإماراتية.
تعليم متميز
وبين أن التعليم في الإمارات متميز وجيد، وأنه خلال السنوات المقبلة يجب أن نركز بشكل أكبر على رفد مناهجنا الدراسية بتلك المواد التي تعتمد عليها المجالات الحديثة، ومنها قطاع الفضاء والعلوم والرياضيات، وأنه يجب أن نلتفت إلى تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، لأن تعزيز وتكريس الشغف للأجيال الجديدة من أبناء الدولة في قطاع الفضاء تحديداً، يحتاج لخطط مستقبلية ومجهود كبير، يجب أن نعمل عليه بشكل جيد، وأن نطمح للأفضل دائماً.
تعامل رائع
وفي رده على سؤال تطرق إلى علاقته برواد الفضاء على متن المحطة الدولية، وكيف استقبلوه، أجاب المنصوري أنه يلقى تعاملاً رائعاً ومتميزاً من جميع رواد الفضاء الثمانية، وأنهم سعيدون جداً بوجوده بينهم، خاصة أنه أول عربي ينضم إلى طاقم المحطة الدولية، وهو أمر يرونه جيداً جداً لهم للتعرف علينا عن قرب، وهو الأمر الذي يتم من خلال حديثه المستمر معهم عن الإمارات وثقافتنا وتاريخنا ورؤيتنا للمستقبل، وهو ما لفت انتباههم وفخرهم بما حققناه من منجزات، مشيراً إلى أنهم يتعاملون فيما بينهم كعائلة واحدة، دون النظر إلى التطرق إلى الخلفيات والجنسيات، خاصة أن همّنا جميعاً هو إفادة البشرية وتقدمها، وهو الهدف الذي نعمل عليه جميعاً.
16 تجربة
وشرح في رده عن سؤال للاستفسار عن عدد التجارب التي يجريها ونوعها، أنها تبلغ 16 تجربة علمية، بينها ما يخص المناهج التعليمية في الإمارات، والتي أجراها بعض الطلبة قبل انطلاقه إلى محطة الفضاء، حيث يجريها هناك لمقارنة نتائجها بين الأرض والفضاء في ظل وجود الجاذبية الأرضية، فيما هناك تجارب أخرى تتم بالتعاون مع رواد الفضاء من الوكالات الأخرى، موضحاً أن كل ما اكتسبه من خبرات خلال هذه المهمة سينقله خلال الفترات المقبلة للأجيال القادمة في الإمارات والوطن العربي، للتعرف على ما حققناه، وكيفية البناء عليه في المستقبل في سبيل تعزيز ازدهار مستقبل شعوبنا.
برنامج متكامل
تندرج مهمة ذهاب أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، تحت برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، ويعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات التي بدورها تساعد في تحسين حياة البشر على سطح الأرض.