[ad_1]
مهنة «شق الصخر»، كما وصفها معلم الموسيقى في مخيم الزعتري، الأستاذ مهند القاسم، فالإمكانات محدودة، وتدريب الأطفال لأشهر قليلة، سيمنحهم الفرصة للتعرف إلى الآلات الموسيقية وفهم الأساسيات، دون التعمق في هذا العلم، ولكن الواقع أثبت أن هنالك الكثير من المواهب المدفونة التي برزت خلال مدة قصيرة.
يقول القاسم: في البداية، واجهت عقبات عديدة داخل المخيم لإقناع الأهالي بأهمية تعليم الموسيقى، خاصة للطفلات، للخروج من نمط المخيم الروتيني، وتعزيز مواهبهم وقدرتهم على التطوير.
وبالفعل، هنالك عدد كبير من الطلاب الذين يحبون العزف والغناء، والمشاركة في الفعاليات المهمة، وإثبات أنهم قادرون على التحدي، رغم الصعوبات.
يضيف: لقد دربت عدداً كبيراً من الأطفال خلال منظمات مختلفة، وتجاوز عددهم 150 طفلاً وطفلة، ممن تقع أعمارهم بين 11 إلى 17 عاماً، وبعد انتهاء هذا التدريب، يبقى مجهود التطوير شخصياً، فالمنظمات توفر الآلات داخلها، ومن الصعب شراء مثلاً آلة العود أو غيره، لأن ثمنه باهظ ومكلف، مقارنة مع دخل الأسرة السورية، لهذا، فالتدريب يكون مكثفاً، حتى يكتسب الطفل أكبر قدر ممكن من المهارات في وقت معين.
تدريس
القاسم درس الموسيقى في معهد موسيقي في بيروت، واستطاع بواسطة درايته لهذه العلوم أن ينقل خبراته للأطفال، راغباً في تطويرهم وتحسين القدرات التي يمتلكونها، يتابع: المخيم وطن صغير في مجتمع كبير، ومن الصعب أن تبقى حياتنا معلقة إلى حين أن تهدأ الأمور في سوريا، لذلك، استغلال الوقت بما هو مفيد، من الضروريات.
من المهم أن يستطيع الطفل أن يعبر عن مشاعره لما هو حوله، والموسيقى تمنح الطفل مساحة وحرية للخروج من أي ضغوطات محيطة به. يبين القاسم أن الدورة الموسيقية الواحدة، والتي تستمر لـ 3 أشهر تقريباً، ينضم إليها ما يقارب 15 طفلاً، وبالتالي، تكون حصتهم في التدريب دقائق محدودة، لهذا، فإن الطالب الذي يرغب في تحسين قدراته، يجب أن يتابع خلال عودته إلى منزله.
يقول: طموح أطفال المخيم كبير، ورغبتهم دائمة في الاستمرارية والمتابعة. هنالك أطفال خلال المراحل الأولى من هذه الدورات، يظهرون تميزهم، وأساعدهم دوماً في تقديم النصائح والتدريب، إلا أن التدريب الحقيقي يحتاج لسنوات من الدراسة المكثفة والمعمقة .
إنجاز
يردف: لقد دربت أعداداً كبيرة من الأطفال، وكل إنجاز يتحقق أفخر به، لعلمي بالظروف الصعبة التي تحيط في طفل المخيم، ولكني على يقين أن هنالك مواهب تحتاج إلى التحفيز والإبراز، معلم الموسيقى يعمل بمحبة، وينتقل من مكان لآخر داخل المخيم، مراعياً المستويات المختلفة بين الطلبة وما يحتاجونه من اهتمام. أعمل بسعادة، وأتواصل دوماً مع معلمي الموسيقى، رغبة منا في تطوير مهنتنا.
2013
يجسد مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمالي الأردن، صورة مغايرة عن مخيمات اللجوء في دول الجوار السوري الأخرى عموماً، إلى الحدّ الذي يجعل بعض من غادروه، كما حال سناء العزيز، يمنّون النفس في العودة إليه.
سناء (44 عاماً)، كانت قد لجأت مع أطفالها الأيتام الأربعة من محافظة درعا، جنوبي سوريا، إلى الأردن في مارس 2013، حيث أقامت في مخيم الزعتري لأشهر فقط، مغادرة بعدها نحو مدينة إربد، شمالي المملكة، أملاً في ظروف معيشية وخدمية أفضل. لكن بخلاف ما تأملت.
فقد عنى عيش الأم الأرملة خارج أسوار الزعتري، تحمّل أعباء مادية إضافية، لا سيما إيجار مسكن، وتكلفة خدمات الكهرباء والمياه، عدا عن أجور مواصلات نقل أبنائها إلى المدارس، بحيث يتجاوز مجموع مصاريف الأسرة الثابتة 170 ديناراً أردنياً شهرياً «لا يضطر اللاجئ السوري داخل المخيم إلى دفعها»، بحسب قولها لـ «سوريا على طول».
عند مغادرتها «الزعتري»، كانت سناء تعوّل في تأمين مصاريفها الشهرية على مبالغ مالية مخصصة لأبنائها من إحدى الجمعيات الخيرية، بموجب ما يسمى «كفالة اليتيم»، والتي انقطعت الآن، ما يدفعها، إلى «التفكير في العودة إلى المخيم».