[ad_1]
استطاعت الإمارات خلال السنوات الماضية وبفضل مشروعاتها المتنوعة في قطاع الفضاء، أن تجتذب اهتمام الأجيال الجديدة للولوج والعمل بهذا القطاع النوعي، الذي أصبح يمثل حلماً يسعى الكثيرون لتحقيقه والانضمام إليه، وتوازياً مع هذا التحول الكبير في تفكير الأجيال الشابة من اهتمام متنام للعمل بالقطاع، جاءت انتخابات المجلس الوطني لتشكل خلال الفترة المقبلة فرصة ملائمة لعرض واستطلاع آراء وطلبات الشباب الطامح للعمل بالقطاع الفضائي، على الأعضاء المترشحين لتكون على رأس أولويات أجندتهم الانتخابية، وصولاً لإقرار المجلس لها وإصدار تشريعات للمهم منها بهدف تنفيذه والاستفادة من مخرجاته، مؤكدين أن التدريب والمناهج والتوعية تعد ثلاثية التمكين في القطاع.
توعية شاملة
من جهته أوضح الشاب عمر الهاشمي أنه تابع بشكل حثيث النجاحات التي حققها المشروع الوطني الإماراتي في قطاع الفضاء، وهو الأمر الذي انعكس عليه من خلال اهتمامه المتصاعد بالاطلاع على معلومات تكشف أسراره، لافتاً إلى أنه كان يدور في تفكيره كثير من التساؤلات وأهمها أن هذه النجاحات تحتاج إلى توعية كبيرة وشاملة داخل المجتمع الإماراتي، خصوصاً أن هناك الكثيرين الذين ما زالوا لا يعرفون الكثير عن القطاع، فضلاً عن أن هناك بعضاً من الشباب ما زال يرى في دراسة العلوم الفضائية أمراً صعباً جداً، فيما هناك طلبة آخرون لا يعلمون ماهية التخصصات التي يجب الالتحاق بها للعمل بهذا القطاع.
وتابع أن الفترة الحالية وما نشهده من استعدادات لاستقبال انتخابات المجلس الوطني وبدء الإعلان عن أسماء المرشحين وأجنداتهم الانتخابية، بدأ كثيرون من الشباب يتساءل عن أهمية دور هؤلاء المرشحين ليعكسوا نبض مجتمعاتهم، وما هي الطلبات التي قد يراها المهتمون بقطاع الفضاء ذات أولوية ويجب على الأقل عرضها وإثارتها في جنبات المجلس، للوصول إلى كيفية تنفيذها سواء بتوجيهات، أو تشريع قوانين بشأنها لتعزيز نجاح هذا القطاع خلال السنوات المستقبلية.
دافع قوي
بدوره قال الشاب محمد مروان آل علي مهتم بعلوم الفضاء: إن دور أعضاء المجلس الوطني المستقبليين يزداد أهميته بأهمية القضايا المطروحة، موضحاً أن قطاع الفضاء الإماراتي أصبح أحد أهم قطاعات الدولة التي تسعى لأن يكون دافعاً قوياً لاقتصادها، وهو الأمر الذي تزايد معه الاهتمام بأهمية ذلك، وتشكيله وعي كثير من الشباب المهتم بدراسة علوم الفضاء والانتساب لإحدى المؤسسات المتخصصة في الدولة ليكونوا ضمن كوادرها.
ولفت إلى أن هناك الكثير من الاستفسارات التي يجب أن تأخذ حيزاً من نقاشات المجلس خلال الدورة المقبلة، إذا ما تم التعرض لنقاشات تهتم بقطاع الفضاء، ومن بينها أن يتم التوسع بفتح دراسة تخصصات أكثر في الجامعات الإماراتية، وذلك لتخريج أجيال متخصصة تستطيع أن تحمل أحلام الدولة مستقبلاً، فضلاً عن ذلك يجب أن يتم التوسع باستمرار في توفير وظائف للخريجين ضمن مؤسسات الدولة المتخصصة بالفضاء، إضافة إلى التدريب المستمر وإلزام مختلف الجهات بتعزيز ذلك وصقل خبرات وعقول الشباب المقبل على العمل بهذا القطاع.
التعليم الأساسي
من ناحيته قال أحمد المطوع مهتم بعلوم الفضاء: إنه بلا شك في السنوات الماضية عملت الدولة على تطوير وزيادة الجهود في ما يخص مجال الفضاء، ومن هذا المنطلق يرى بأن البداية لا بد من أن تكون في المدارس وبالأخص المراحل التعليمية الأساسية من خلال تخصيص مواد دراسية في علوم الفضاء، بجانب ذلك يجب أن تكون هناك توعية مجتمعية أكبر لإلقاء الضوء بشكل أوسع على مشروع الفضاء الإماراتي وغيرها من الخطط المستقبلية من قبل القطاعات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى ذلك فإن الأمر يتطلب توسيعاً للمساقات المتخصصة بعلوم الفضاء في كل جامعات الدولة وتوفير فرص للابتعاث لدراسة هذا التخصص مع زيادة فرص التدريب لهذا المجال في المراكز المتخصصة في الدولة.
دور إعلامي
وشرح منذر السعدي أن على المجلس الوطني وأعضائه تعزيز دور وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في توعية الطلاب وأولياء الأمور بأهمية تخصصات علوم الفضاء وتشعبها إلى الكثير من التخصصات الأخرى التي يمكن دراستها في الجامعات المحلية والعالمية، وذلك لوجود الكثير من فرص العمل التي يمكن استغلالها عن طريق تعريف المجتمع بهذه المجالات التي قد تعتبر جديدة نسبياً في سوق العمل، وأن هذا يجب أن يتم من خلال إيجاد خطط تعمل عليها كل الجهات ضمن مستهدفاتها وخططها.
وبين أنه يجب على أعضاء المجلس الوطني إيجاد خطة لإعداد الأجيال القادمة، وذلك بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء والعمل على إضافة علوم الفضاء بشكلها المبسط إلى مناهج مادة الفيزياء والرياضيات وربطها بما يقوم به المركز والعاملون به، كما يجب أن يتم تهيئة الطالب علمياً وتوسعة مدركاته بما يعنيه الفضاء وما قد يواجهه في الدراسات الجامعية وتوعية الأهالي واقتناعهم بأهمية هذا المجال وما له من فرص مميزة للإبداع والتقدم، مبيناً أن دور المجلس الوطني يكون عبر التوجيه بالقرارات والتشريعات للجهات المعنية بإضافة وتعزيز التخصصات المتعلقة بعلوم الفضاء في جميع الجامعات الحكومية والخاصة ودعمها بالكوادر المؤهلة لتخريج جيل جديد قادر على استكمال إنجازات الدولة في هذا القطاع.
تشريعات وقوانين
وذكر عبدالله بن الشيخ مهتم بعلوم الفضاء، أن دورة المجلس الوطني المقبلة يجب أن يتم خلالها إقرار تشريعات لتنظيم قطاع الفضاء في الدولة وتحديد الحقوق والواجبات، خصوصاً أن هناك مشروعات كثيرة تعمل عليها الدولة الآن، وهناك رؤية كبيرة لمستقبل الفضاء، ما يترتب عليه تحديد أطر عامة لإدارته، لافتاً في الوقت ذاته إلى الأهمية الكبيرة لإشراك المؤسسات كلها في تعزيز التوعية المجتمعية بمشاريعنا الفضائية وأهميتها وبشكل صحيح ومعتمد وموثوق.
وقال: يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بزيادة فرص تدريب الطلبة الجامعيين في الدولة، حيث إن هناك بالفعل فرصاً يتم عرضها من كافة الجهات، لكنها تظل فرصاً محدودة مقارنة بالنمو الحاصل والاهتمام المتنامي من جهة الشباب في الدولة للعمل بهذا القطاع، لافتاً إلى أن التدريب يعتبر أمراً ضرورياً جداً، كونه يكسر حاجز الرهبة لما يراه البعض من صعوبة لهذا المجال، وبالتالي فإن التدريب وصقل المعارف للشباب يعتبر أولوية كبيرة لهم، وهو أمر لا بد أن ينتبه ويعمل على تعزيزه أعضاء المجلس الوطني من خلال الدفع بدعم هذا الاتجاه والطلب من المؤسسات التعليمية والأخرى زيادة وتخصيص برامج تدريبية متخصصة في قطاعاتها، إذا كانت معنية بأحد التخصصات الفضائية.
توعية مجتمعية
وشرحت روضة الملا أن زيادة المنح الدراسية الخاصة بعلوم الفضاء سواء كانت داخل الدولة أو خارجها، تعتبر أمراً شديد الأهمية، خصوصاً أن هناك أعداداً قليلة يتم تقديمها كمنح متخصصة لدراسة الفضاء، مبينة أن التوعية المجتمعية بإنجازات الدولة في قطاع الفضاء، وإلقاء الضوء على أهمية ذلك بالنسبة لمستقبلنا يعتبر أمراً أساسياً، كونه يساعد في الارتقاء بأهمية خطط الدولة في هذا الاتجاه، وإيجاد حالة مجتمعية تعزز من الإحساس بالفخر بإنجازاتنا، والتعريف بما نحن مقبلون عليه.
ونبهت إلى أن المناهج الدراسية أيضاً تحتاج إلى تطوير كبير لإيجاد مناهج متخصصة بعلوم الفضاء خصوصاً للسنوات الأولى من الدراسة، خصوصاً أن المناهج الحالية معلوماتها لا تلبي طموحات وتساؤلات الأجيال الجديدة، كونها تركز على العموميات دون الدخول في تفاصيلها، وهو أمر مهم لتوجيه الطلبة لدراسة هذا التخصص، وتعزيز معارفهم وإثرائها، وتطرق كذلك إلى أهمية إشراك القطاع الخاص المهتم بالمشروعات الفضائية سواء كبحث أو تصنيع، ليكون داعماً ومشاركاً مع الدولة، خصوصاً أن ذلك التعاون من شأنه أن يدفع بقوة نحو نمو أكبر لقطاع الفضاء الإماراتي.
وأكدت أهمية أن تحظى هذه الاقتراحات بزخم قوي وصياغتها لتكون ضمن مشروعات قوانين يقرها المجلس الوطني خلال الدورة المقبلة، وهو الأمر الذي يعكس أهمية أن يكون أعضاء المجلس الوطني القادمون على وعي وإدراك بأهمية الاقتراب من الشباب ومعرفة طلباتهم وما يدور بعقولهم، متمنية أن يتم دراسة هذه الطلبات بعناية والاتجاه بإقرار الأفضل والأجدى منها لتعزيز مستقبل الإمارات في هذا الشأن.