[ad_1]
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تواصل الدورة الثالثة من قمة أقدر العالمية فعالياتها لليوم الثاني على التوالي في العاصمة الروسية موسكو، تحت شعار “تمكين المجتمعات عالميًا: التجارب والدروس المستفادة” بالتزامن مع منتدى موسكو العالمي “مدينة للتعليم”، حيث ركزت أجندة اليوم الثاني على محور الأمن التقني والفكري والغذائي: ركائز استراتيجية لتمكين المجتمعات والشباب – الإمارات نموذجاً.
وفي كلمتها الرئيسية التي ألقتها على الحضور، قالت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب إن بناء الجسور لضمان أفضل الممارسات هو ما يحتاج إليه القرن الحادي والعشرين، ويسعدني حقًا تنظيم قمة أقدر العالمية في موسكو هذا العام، فهذا سيتيح لنا الفرصة لبناء جسور من العلم والمعرفة بين الأمم وذلك لتمكين المجتمعات عالميًا، ونحن على يقين بأن الشباب هم الركيزة الأساسية لتحقيق ذلك.
وأضافت أن أهم ما تعلمته دولة الإمارات العربية المتحدة حول تمكين الشباب خلال السنوات الثلاث الماضية هو أن أفضل السياسات والبرامج هي تلك التي يتم تنفيذها بواسطة الشباب من أجل الشباب، بمعنى، أن المستخدمين النهائيين هم ذاتهم المطورين والمؤسسين للبرامج والسياسات التي يحتاجون إليها، بنفس الطريقة التي يقوم بها عملاء آيفون بتقديم ملاحظاتهم لشركة آبل بهدف تصميم أفضل الإصدارات الجديدة من آيفون.
وتابعت معاليها: “إن المشاكل العالمية هي تحديات جماعية؛ وعليه، يجب أن تتاح الفرصة والسلطة لكل فرد منا للمساعدة في حلها، لا سيما الشباب، فعندما يعجز قائد أو حكومة ما عن إيجاد الإجابات، فإن الطريق الوحيدة لحل المشكلة تتمثل في تبادل الخبرات مع الشباب والتعاون معهم من أجل حلها، وهذا يتطابق مع الهدف رقم 17 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.
وقالت إن ما عملته دولة الإمارات العربية المتحدة من حث الحكومات والشباب على العمل سويًا بشكل مباشر من أجل صياغة السياسات وحل المشكلات يوفر معايير أساسية حول آلية تمكين المجتمعات، ونحن نتطلع إلى التعلم من تجارب الدول الأخرى وكذلك بناء الجسور التي تجعل تبادل المعرفة يتجاوز حدود قمة اقدر ليصل إلى العالم أجمع.
وأضافت معاليها: “عندما يتعلق الأمر بتمكين الشباب، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هي خير مثال على ذلك، فقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة بناء استراتيجية شبابية وطنية ناجحة يقودها الشباب خلال ثلاث سنوات فقط، وهذه دراسة لحالة واقعية حول تمكين الشباب في دولة الإمارات، كما أننا نؤمن أنه يجب أن يكون لدى الدول إستراتيجية شبابية ديناميكية وشاملة تغطي احتياجات الشباب وتعزز من مواهبهم وإمكاناتهم”.
وختمت قائلة: “خلال تحضيري لهذه الرحلة إلى روسيا، تذكرت مناسبة خاصة جدًا تتشارك فيها الدولتان فالتاريخ 2 ديسمبر1971 يحمل مكانة خاصة لكلينا، فهو التاريخ الذي ولد فيه اتحاد دولتنا، واليوم الذي هبطت فيه مركبة الفضاء التابعة للاتحاد السوفييتي على سطح المريخ لفترة كافية لنقل البيانات إلى الأرض للمرة الأولى، إن تمكين الشباب هو أمر في منتهى الأهمية في القرن الحادي والعشرين، وهو الحافز الأول للابتكار والاستثمار الحقيقيين، وتعد قمة أقدر العالمية 2019 المنصة المثالية للارتقاء بتمكين الشباب إلى آفاق جديدة”.
من جانبها، قالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي: “توفر قمة أقدر العالمية فرصة لا مثيل لها لمقابلة الخبراء وصناع القرار العالميين في مجال الأمن الغذائي واستكشاف الطرق التي يمكننا من خلالها العمل سوية ومعالجة التحديات المشتركة للأمن الغذائي، في حين يركز عنوان القمة لهذا العام على المجتمعات وتمكينها لإحداث تغيير إيجابي، وهذا يتوافق تمامًا مع نهجنا وأهدافنا في مكتب شؤون الأمن الغذائي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أننا نؤمن أن المجتمع هو المحفز والمحرك الرئيسي لتحقيق تغيير هادف”.
وأضافت معاليها: “يعد تثقيف المجتمع أحد الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يساعد على التواصل مع المواطنين لتحويل السلوكيات وإيجاد “حركة غذائية”، وهذا اعتراف بأن الأمن الغذائي يعتمد إلى حد كبير على الأساليب والنهج التي تتبناها الحكومة، مدفوعة من قبل المستهلك، كما أن الحركة الغذائية القائمة على العلم والبحث تشجع على اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات أقل من اللحوم والمزيد من الخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات، ليس لأنه أكثر صحية فحسب، بل لأنه يؤدي إلى استهلاك أقل للموارد الثمينة، وفي ظل هذا النهج، تم مؤخرًا إطلاق مبادرة “بزار”، والتي تعمل على دمج جميع أفراد المجتمع لإظهار كيف يمكن أن يكون المطبخ الإماراتي صحيا على الكوكب كما الأفراد”.
وقالت معاليها: “تشترك روسيا والإمارات العربية المتحدة في مخاوف مماثلة بشأن الأمن الغذائي، إذ يشهد الاتحاد الروسي ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية نتيجةً لانقطاع سلاسل الإمداد بسبب التوترات الجيوسياسية، في حين أن دولة الإمارات العربية المتحدة تخضع أيضًا لتقلبات غير مستقرة في المنطقة والتي من المحتمل أن تهدد وارداتها الغذائية – حيث تبلغ الواردات حاليًا 90% ، ومع ذلك، فقد وضعت الدولتان خططًا وسياسات شاملة لضمان الأمن الغذائي لمواطنيهما – دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي وروسيا من خلال مبدأ الأمن الغذائي لعام 2010، الذي يحدد أهداف الإنتاج الزراعي والسياسات الزراعية – وبسبب هذا الالتزام المتبادل بالأمن الغذائي، نعتقد أنه يمكننا خلق تآزر قوي للأمن الغذائي مع الشركاء الروس على المستويات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص، وأتطلع أنا وزملائي إلى استكشاف هذه الفرص في قمة اقدر العالمية 2019”.
وفي حديثه حول مشاركته في قمة أقدر العالمية، قال معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي: “أنا فخور بأن أكون جزءاً من هذا الحدث مع زملائي الآخرين من الوزراء، وذلك لتوطيد العلاقات القوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا، وكذلك التأكيد على أهمية تبادل المعرفة وتبادل الخبرات لصالح البشرية جمعاء، ولطالما كانت دولة الإمارات حريصة على فتح المزيد من قنوات التعاون في جميع أنحاء العالم لتحقيق الهدف الأسمى وهو تعزيز وتيرة التنمية البشرية، حيث نؤمن بأن المفتاح لإيجاد مجتمعات آمنة ومستقرة ومزدهرة والمحافظة عليها هو من خلال تمكينهم فكريًا وثقافيًا واقتصاديًا، ويتمحور هدفنا في هذا الحدث الفريد هو أن نشارك مع الدول المشاركة رؤية وإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات التنمية البشرية والتعليم والابتكار وكيف ساعد ذلك في بناء نظام تعليمي رفيع المستوى وحقق مجتمعات مستدامة على مختلف الأصعدة”.
وفي تعليقه على جلسته الخاصة في القمة، قال معاليه: “عدت إلى حيث بدأ كل شيء وكيف تطور الذكاء الاصطناعي وذلك لفهم حقيقة تأثير هذه التكنولوجيا على عالمنا اليوم، ركزت بشكل خاص على رؤية الإمارات العربية المتحدة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، إذ أطلقت الدولة استراتيجية وطنية تهدف إلى أن تكون الإمارات دولة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031؛ لدينا 8 أهداف رئيسية مثل رفع مستوى المهارات / إعادة تشكيل الموظفين الحكوميين ودمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية واعتماد الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية منخفضة المخاطر وغيرها الكثير”.
وتابع قائلاً: “لدينا العديد من المبادرات التي تدعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، مثل المجلس الإماراتي للذكاء الاصطناعي والبلوك تشين ومبادرة “فكر بالذكاء الاصطناعي” وهو حدث مائدة مستديرة لخبراء الصناعة والمسؤولين الحكوميين، ومخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي للطلاب، وفعالية عالمية تُعنى بالذكاء الاصطناعي “عالم الذكاء الاصطناعي”، ولقد بدأنا أيضًا بتوظيف الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض مثل السل، وفي قطاع البنية التحتية حيث يتم استخدامه لدعم تطوير الطرق”.
وحول على العلاقات الإمارات الروسية في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، قال معاليه : تستثمر روسيا بشكل كبير في استكشاف الفرص والسبل في قطاع التكنولوجيا والابتكار، ويهدف المركز الروسي للابتكارات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دبي، الذي تم إطلاقه هذا العام، ويعد مبادرة مشتركة بين كل من الإمارات وروسيا إلى تزويد الشركات الروسية بفرصة للدخول إلى سوق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإضافة إلى تقديم الدعم للشركات الروسية الناشئة ورواد الأعمال لفهم المنطقة بشكل أفضل وكذلك اتخاذ القرارات التجارية المناسبة لمنتجاتهم وحلولهم، كما عمل البلدان على إنشاء صندوق مشترك يلتزم جزء منه بالاستثمار في التكنولوجيا، بما في ذلك الشركات الناشئة. وتدرك روسيا أهمية وتأثير الذكاء الاصطناعي بعد أن أنشأت صندوقًا مخصصًا لهذا القطاع بقيمة ملياري دولار باستثمارات من الشرق الأوسط وآسيا لإطلاق ما لا يقل عن 10 شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في روسيا كل عام.
وختم معاليه قائلاً: “تعد قمة اقدر العالمية – الحدث الذي انطلق من دولة الإمارات العربية المتحدة – منبرا نحو تبادل أفضل الممارسات لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تبادل المعرفة والمحتوى، كما أنها فرصة مميزة لتعزيز العلاقات الخارجية لدولة الإمارات، ومن الجدير بالذكر أن العلاقات بين الإمارات وروسيا قد تطورت وأصبحت أكثر قوة خلال السنوات القليلة الماضية وذلك بفضل القرارات المشتركة والتعاون بين الحكومات وإطلاق مبادرات تعزز الابتكار والتكنولوجيا في كلا البلدين”.
من جانبه، أعرب معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز هداية الدولي، ورئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عن سعادته بالتواجد في قمة أقدر العالمية بموسكو، مشيراً إلى أن تجربة الإمارات مميزة تستحق أن تُدرس وأن يُستفاد منها في العديد من الدول، وقال إن هناك شعلة من نور ليس لدولة أو منطقة واحدة ولكن للإنسانية جمعاء، وأن قيادة الإمارات بحكمتها، آمنت بالإنسان الذي يجب أن يُستثمر فيه، وآمنت بالتنوع والتعددية بكل أنواعها، وأن التعايش ضرورة وليس خيارا، والعبور إلى المستقبل يستلزم أن يكون التعايش ثقافة في المجتمع.
وأكد النعيمي أن أكبر خطر يواجه التعايش هو الإرهاب والتطرف وهو يعبر الحدود والدول، مضيفاً أننا لدينا حس قوي بأن الإرهاب ليس عدواً لمجتمع ما، بل هو عدو للإنسانية، مشيراً إلى ضرورة الحل الأمني لمكافحة الإرهاب لكنه لا يكفي حتى ننتصر، لذلك لا بد من برامج وقائية تشمل كل مكونات المجتمع للمساهمة في تحصين المجتمع والأجيال الناشئة.
وفي اليوم الثاني من القمة، عُقدت ورش عمل وجلسات حوارية متنوعة تتناول موضوعات حول تمكين الأفراد والمجتمعات حيث عقدت وزارة التربية والتعليم جلسة حوارية تحت عنوان “التعليم والتنشئة الإيجابية” في حين تناول ديهاد ونور دبي موضوع “مستقبل العمل الإنساني وأهمية تشجيع الشباب على العمل التطوعي”، وعقد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ورشة عمل ناقش فيها موضوع “السلام والعدل والمؤسسات القوية”، ونظم مركز إرادة لإعادة التأهيل ورشة عمل حول “تطوير برامج التوعية”، بينما تحدثت المدرسة الروسية الدولية – دبي حول “صقل مهارات النُشء: التمكين في المدارس والمجتمعات”.
كما عقدت جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين جلسة حوارية حول موضوع “دور جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين في تعزيز العلاقات الخارجية والدولية لدولة الإمارات العربية المتحدة”، وجلسة أخرى نظمتها المؤسسة الاتحادية للشباب ناقشت فيها كيفية بناء القدرات لمواجهة التطرف عند الشباب، بينما تناولت ورشة العمل التي نظمها المركز الوطني للتأهيل موضوع “الاستجابة للمتغيرات المجتمعية في خدمات علاج وتأهيل مرضى الإدمان – تجربة المركز الوطني للتأهيل”.
وفي تعليقها حول ورشة العمل “التعليم والتنشئة الإيجابية”، قالت أمل علي الجسمي، مدير إدارة الإرشاد الأكاديمي والمهني في وزارة التربية والتعليم: “المدرسة هي بيئة شخصية واجتماعية كبيرة في حياة طلابها، ولتكون بيئة المدرسة إيجابية يجب أن تتضمن مرافق مناسبة وفصول دراسية مُدارة جيداً ودعماً صحياً مدرسياً متاحاً وسياسة تأديبية واضحة وعادلة، كما على المدرسة أن تضمن وتوفر لكل طفل بيئة آمنة جسدياً وعاطفياً ونفسياً وتعترف وتشجع وتدعم قدرات الأطفال المتنامية كمتعلمين من خلال توفير ثقافة وسلوكيات تعليمية ومناهج دراسية تركز على التعلم والمتعلم”.
وأضافت: “في عام 2018، قامت وزارة التربية والتعليم في الإمارات بتشكيل لجنة وطنية لتنظيم حملة توعوية عامة حول التنمر لمدة أسبوع، وقد أطلقت الوزارة برنامجاً متميزاً يُعنى بالتنمر خلال ذلك الأسبوع للطلاب في مختلف المراحل الدراسية، من الصف الأول وحتى الثاني عشر مع تخصيص برنامج يتناسب وكل مرحلة، وقد تم تنظيم هذه الحملة في أبريل ونوفمبر من عام 2018، وسيتم تنظيمها من جديد خلال أسبوع يوم الطفل العالمي 20 نوفمبر”.
وتابعت: “قامت وزارة التربية والتعليم كذلك بإنشاء وحدة لحماية الطفل مع أهداف واضحة للعمل تتمثل في حماية الأطفال في المدارس وتعزيز نظام الحماية، وتعمل وزارة التربية والتعليم مع اليونيسف على وضع دليل لإجراءات حماية الأطفال في المدارس؛ يتضمن تحديد مفاهيم الحماية، ومنظور الحقوق والإطار القانوني، والتدابير الوقائية، وتحديد عوامل الخطر المحتملة وكيفية التخفيف منها”.
وقالت: “يجب أن يُنظر إلى التعليم على أنه شراكة بين أولياء الأمور/ الأسرة والمجتمع والمدرسة، ويجب إيجاد تفاعل هادف وحوار ومساعدة متبادلة مشيرة إلى أن المدرسة الصديقة للطفل هي مدرسة صديقة للأسرة فهي تبني علاقات مع أولياء الأمور ومقدمي الرعاية الذين يتحملون المسؤولية الرئيسية عن رفاهية الأطفال في جميع مراحل تطورهم”.
وفي حديثه حول ورشة العمل بعنوان “مستقبل العمل الإنساني وأهمية تشجيع الشباب على العمل التطوعي”، قال سعادة السفير جيرهارد بوتمان كرامر، مدير المجلس الاستشاري العلمي العالمي – ديساب: يجب العمل بجدية على حث المزيد من الشباب للانخراط في العمل التطوعي والبرامج التطوعية على الصعيدين المحلي والدولي، فالتطوع أمر في غاية الأهمية فهو يبعث الشعور بالرضى ويزود الأفراد بخبرات عدة يمكن أن تساعدهم في متابعة مسيرتهم المهنية في مجال العمل التطوعي، ويعد وجود عدد كبير من المتطوعين في الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر مورداً بشرياً ثمين للغاية، ويأتي ذلك في وقت تتسع فيه الفجوة بين المتطلبات والتمويل، الامر الذي يتطلب المساعدة من أكبر عدد ممكن من الجهات المعنية.
من جانبه، قال الدكتور عبدالسلام المدني، سفير النوايا الحسنة بالجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، الرئيس التنفيذي لديهاد وديساب والرئيس التنفيذي لقمة أقدر العالمية: “مع تزايد حجم الكوارث في مختلف أنحاء العالم، هناك حاجة متزايدة للمتطوعين الشباب للارتقاء والمساهمة في رفاهية الأشخاص الذين يعانون من قهر الظروف، نحن نؤمن بأن العمل التطوعي نشاط نبيل وأن ملايين المتطوعين الشباب على المستوى المحلي والوطني والدولي يقومون بالفعل بتأثير كبير من خلال تحسين الظروف المعيشية للعائلات والمجتمعات، وعلى مدار الأعوام الـ 17 الماضية، نجح معرض ومؤتمر ديهاد في بناء جسور الثقة بين المانحين والمحتاجين، وفي الدورة القادمة من هذا الحدث الإنساني، يسلط المؤتمر الضوء على موضوع “إفريقيا: الإغاثة محورًا” والذي سيتم من خلاله مناقشة دور المتطوعين في الحد من وطأة المعاناة التي يعاني من الأشخاص في أفريقيا والمنطقة.
وقال سعادة القاضي الدكتور حاتم علي، ممثل نائب الأمين العام للأمم المتحدة، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حول ورشة العمل “السلام والعدل والمؤسسات القوية” من خلال الشراكة الاستراتيجية القوية التي تجمع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مع وزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتعاون المكتب مع برنامج خليفة للتمكين ومبادرة أقدر، وذلك لتعزيز ودعم جهود كافة الأطراف في تمكين المجتمعات لتحقيق مجتمع آمن خال من الجريمة، ومع ارتفاع نسبة التهديدات التي تواجه العالم اليوم مثل جرائم القتل الدولية والعنف ضد الأطفال والاتجار بالبشر والعنف الجنسي؛ أصبح لازم علينا مناقشة هذه الأمور والتصدي لها بشكلٍ فعال لإيجاد مجتمعات مستدامة يسودها الأمن والسلام، كما فرضت علينا هذه التهديدات إيجاد سبل للوصول إلى السلام والعدل وبناء مؤسسات قوية ومسؤولة على مختلف المستويات.
وأضاف: في الواقع، تعزز المؤسسات الضعيفة ظهور أسواق غير مشروعة تلوث الاقتصاد وتؤدي إلى تنمية أقل وبالتالي بيئة خصبة للأعمال/ الأسواق غير المشروعة، هذا الأخير يؤدي بدوره إلى ظهور المؤسسات الضعيفة، إن الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في “إقامة مجتمعات مسالمة لا يُهمّش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإتاحة إمكانية وصول الجميع إلى العدالة، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على جميع المستويات” يعد غاية في حد ذاته وجزء حاسم في تحقيق التنمية المستدامة في جميع البلدان، لذلك، فإن بناء مؤسسات قوية يسمح بتعبئة تلك الحلقة المفرغة وتحويلها إلى دورة حميدة تضمن إمكانية تنفيذ خطة عام 2030.
وتابع: “يقدم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المساعدة المعيارية والتحليلية والتشغيلية إلى الدول الأعضاء لتعزيز فعالية مؤسسات العدالة الجنائية ونزاهتها ومساءلتها في التصدي للجريمة والفساد والإرهاب، وعلاوة على ذلك، فإن تحقيق العدالة للجميع هو محور عمل المكتب المعني بالمخدرات والجريمة، كما يدعم المكتب إنشاء نظم عدالة جنائية فعالة وعادلة وإنسانية.. على سبيل المثال: مع إدراك مدى سوء أحوال السجون واكتظاظها والذي يشير إلى أوجه القصور المنهجية في النظم القضائية للدول، يشجع المكتب على اتخاذ اللازم لإصلاح السجون والعقوبات، فضلاً عن الوصول إلى العدالة، وهذه المجالات تتضمن القصور في الوصول إلى المساعدة القانونية؛ بدائل للسجن؛ برامج منع الجريمة للشباب؛ إعادة تأهيل الجناة؛ تدابير إعادة الإدماج الاجتماعي؛ وكذلك الإفراط في الاحتجاز قبل المحاكمة”.
وقال إن استراتيجيات منع الجريمة والعدالة الجنائية التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تراعي منظور الجنس وتحترم سيادة القانون، وبالتالي فهي تتضمن قوانين ومبادئ حقوق الإنسان، ويقوم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بصفته الوصي على معايير الأمم المتحدة وقواعدها في مجال منع الجريمة والعدالة الجنائية التي تعزز حقوق الإنسان بمساعدة الدول الأعضاء في إصلاح نظم العدالة الجنائية الخاصة بها لكي تكون فعالة وعادلة وإنسانية لجميع السكان، ويتم ذلك من خلال العمل المعياري والتشغيلي والذي يتعلق بمراجعة المعايير والقواعد الحالية ووضع معايير وقواعد جديدة ورصد استخدامها وتطبيقها. ويشمل العمل التشغيلي أنشطة مثل تقديم المساعدة الفنية للدول الأعضاء وتطوير أدوات لمساعدة الدول الأعضاء في تنفيذ معايير الأمم المتحدة وقواعدها.
وحول مشاركة المدرسة الروسية الدولية في قمة أقدر العالمية بورشة عمل تحت عنوان “صقل مهارات النشء: التمكين في المدارس والمجتمعات”، قالت السيدة مارينا كاليكوا، مديرة المدرسة الروسية الدولية – دبي: “نحن فخورون للغاية بالمشاركة في قمة أقدر العالمية في موسكو، ونتطلع من خلال هذه القمة إلى الترويج لمدينة دبي بشكل خاصة ودولة الإمارات العربية المتحدة بوجه عام كوجهة للتعليم المتميز ومنارة للعلم في مجالات تمكين الشباب والتنمية المستدامة وإتاحة الفرص للمجتمعات العالمية.
وأضافت أن تمكين المجتمعات سيعمل على توسعة مجالات التعاون بين المؤسسات التعليمية والشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم، في حين ستتيح القمة للمدارس فرصة تعزيز وتطوير ممارساتها التعليمية الشاملة ومناقشة التحديات التي تواجه الشباب من خلال الجلسات وورش العمل التفاعلية.
من جانبها، قالت نتاليا ليتشكينا، نائبة مديرة المدرسة الروسية الدولية – دبي: نهدف من خلال ورشة العمل التي ستقام تحت عنوان “صقل مهارات النُشء: التمكين في المدارس والمجتمعات” إلى تزويد الطلاب بالفرص والأدوات لتوسعة آفاق إبداعاتهم وإمكانياتهم وأفكارهم في بيئة تفاعلية متعددة الثقافات، وتتمثل مهمتنا في تطوير النموذج الاجتماعي لتمكين وإدماج النشء في المدارس ليكونوا أكثر تفاعلاً مع المجتمع، إلى جانب مشاركة تجاربنا العملية الناجحة في صقل مهارات الطلاب.
وتابعت قائلة: “تعد قمة أقدر العالمية منصة مثالية لتعزيز أصر التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية في مجال التعليم والعلوم والتكنولوجيا من خلال مشاركة وتبادل المعارف حول المشاريع ذات التقنية العليا وآخر الابتكارات والتطورات التي ستعود بالنفع على الطلاب بصفتهم مبدعين ومفكرين وباحثين المستقبل”.
وحول مشاركتهم في معرض قمة أقدر العالمية، قال أمير كنعان، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي لاب: نحن نؤمن تمامًا بأهمية التعليم ونعتبره أحد الركائز الأساسية للحماية من مخاطر العالم الإلكتروني. وعليه، تعد قمة اقدر العالمية منصة مثالية حيث تتيح لنا فرصة التواصل مع الزملاء والمختصين لمناقشة مدى أهمية التوعية بهذه المخاطر من خلال المعاهد التعليمية، ويوضح البحث الذي قمنا بإعداده أن مستوى الوعي الإلكتروني لا يتماشى مع سرعة التطورات التكنولوجية الحاصلة، مما يُوجِد فجوة بين الأمرين والتي يمكن سدها من خلال رفع مستوى الوعي الإلكتروني عبر الشركات والمؤسسات التعليمية. ولقد شرعنا في العديد من المبادرات التعليمية مع مختلف الجامعات والمدارس والشركات من الشرق الأوسط، ونحن ملتزمون بنشر التعليم الإلكتروني لإيجاد جيل واعٍ إلكترونياً.
وعلى هامش المؤتمر، تتواصل فعاليات معرض قمة أقدر العالمية لليوم الثاني حيث تشارك فيه أبرز الشركات من مختلف القطاعات لعرض آخر الخدمات والحلول إلى جانب إتاحة فرصة للتحاور بين المشاركين وزوار المعرض، ويشارك في المعرض المصاحب هذا العام عددًا من الجهات الحكومية مثل وزارة التربية والتعليم ووكالة الإمارات للفضاء وكاسبرسكي وهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية والأرشيف الوطني وتايم لاين لحلول التكنولوجيا واتش اس اس للاستشارات والتصاميم الهندسية ونوليدج بوينت ومركز إرادة لإعادة التأهيل وهيئة كهرباء ومياه دبي وتحالف الأديان وجامعة خليفة والاتحاد النسائي العام وشركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات.
وتشهد القمة لأول مرة منصة متكاملة لعقد الاجتماعات واللقاءات بين الشركات المشاركة مما يسمح لهم بتبادل الأعمال وفتح قنوات التواصل الفعال مع الشركات والمهتمين بتسويق أعمالهم وخدماتهم خلال هذا الحدث الهام، بما يسهم في تعزيز أصر التعاون والشراكات في مختلف المجالات بين البلدين ويعزز من ثقة الشركات الروسية للاطلاع على ما تقدمه دولة الإمارات من فرص استثمارية واعدة.
كما يضم هذا الحدث العالمي العديد من الحلقات الشبابية التي تناقش مواضيع ملحة تتعلق بتمكين الشباب. وتشهد القمة العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية الأخرى التي تعرض ثقافة دولة الإمارات وتسلط الضوء على المواهب الإماراتية.
وتقام قمة اقدر العالمية بتنظيم من برنامج خليفة للتمكين – أقدر وبتنفيذ من شركة اندكس للمؤتمرات والمعارض – عضو في اندكس القابضة وبالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والدولية. وام