[ad_1]
أكدت الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات، التي عقدت بمدينة فاس المغربية سبتمبر 2018 على أهمية التحاور في إطار من التسامح، مشيرة إلى أن الحوار من فضائل الأخلاق.
وأكد المؤتمر في بيان ختامي صدر عنه الحاجة الملحة إلى تطوير محتويات التكوين، والتوعية الخاصة بثقافة الحوار وقبول الآخر، ودعوة الدول إلى تعزيز سلطة ووسائل عمل الهيئات المنظمة لوسائل الإعلام، والتعاون في مجال محاربة خطاب الكراهية.
وقال إنه من الضروري اقتراح إنشاء مرصد للثقافات والأديان في الفضاء الفرنكفوني، وأن يضطلع مرصد الديناميات الثقافية واللغوية الذي سبق أن أحدثته المنظمة الدولية للفرانكفونية، بمهمات أوسع.
ودعا إلى إعداد برامج لتعليم اللغات والنصوص المقدسة، بغية تفادي مخاطر التلاعب بالدين وبالضمائر، وأوصى بتكثيف تكوين المترجمين وصنع صندوق موجه لترجمة النصوص المقدسة والكتابات حول الدين لتشجيع التبادل بين الثقافات والأديان، مؤكداً وجوب صياغة برامج للتربية على السلام لفائدة الشباب باعتبارهم أحد عوامل الاستقرار والتعايش.
وشدّد على تأهيل مدارس التعليم الديني وتكوين مسؤولين حكوميين في القطاع الديني، وعلى مسؤولية الدول، كضامنة للتماسك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، في وضع آلية تضطلع بمهمة الوقاية وتحسيس الفاعلين الاقتصاديين.
وأكدت منظمة الإيسيكو أمام المؤتمر أن الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان ليس عملية تفاعلية ثقافية فحسب، ولكنه منهج قويم للحياة الآمنة المستقرة، وأسلوب راقٍ للعيش المشترك، يؤدّيان إلى توفير مناخ عام تتـقارب فيه الاتجاهات الثقافية والسمات الحضارية، ويتفاهم فيه المتحاورون في أجواء من التسامح، للعودة بالأديان إلى أصولها التي تقوم على الإيمان بالخالق، سبحانه وتعالى، ربّ العالمين، الذي من أسمائه الحسنى (السلام)، وعلى مكارم الأخلاق، وعلى المبادئ السامية التي تُعلي من قيمة الإنسان، وتحترم كرامته.
وذكرت أن الحوار، بهذا الاعتبار، وبهذا المعنى العميق، ليس مسألة ثقافية وأخلاقية فقط، وإن كان هو من فضائل الأخلاق، ولكنه إلى ذلك، مسألة سياسية بالدرجة الأولى، بالمفهوم الرشيد للسياسة التي تبني الوئام، وتصنع السلام، وتتجاوز الخلافات، وتتغلب على النزاعات، وتمهد السبيل أمام إقامة الدعائم للتعايش الإنساني، موضحة أنه لذلك كان الحوار الجادّ والمثمر والهادف، يتطلب إرادة سياسية واعية، فلا يكون مبادرة لا ضوابط لها تتم خارج القرار السياسي المسؤول، حتى يكتسب الحوار قيمتـه المثـلى وتكون له أهميتـه البالغة.