[ad_1]
أبوظبي(الاتحاد)
أكدت نتائج المرحلة التجريبية لاستخدام تقنيات «التلعيب» في تعليم مادة التربية الأخلاقية أهمية هذه التقنية في غرس الأخلاقيات والقيم العالمية المهمة في نفوس الطلاب، حيث أبرزت المرحلة التجريبية التي أجريت تحت إشراف مكتب شؤون التعليم بديوان ولي عهد أبوظبي، وبالتعاون مع شركة «آرك سكيلز»، جدوى تقنيات «التلعيب» في مجال التعليم.
وأكدت نتائج التجربة الأولى من نوعها، والتي شملت ست مدارس بدولة الإمارات، الإمكانات الهائلة لتقنيات التلعيب والإنترنت في مجال التعليم، حيث أحرز ما نسبته 98% من عينة الطلاب نتيجة تجاوزت 70% في التقييمات الأولية.
وقال محمد خليفة النعيمي مدير مكتب شؤون التعليم بديوان ولي العهد «نسعى إلى استكشاف إمكانية الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا الحديثة من أجل إضفاء المتعة والتفاعلية على التعليم، وتعزيز انخراط الطلاب في مادة التربية الأخلاقية واستيعابهم لمفاهيمها».
وأضاف النعيمي: «نولي أهمية لتقييم مدى تأثير تقنيات التلعيب على انخراط الطلاب في برنامج التربية الأخلاقية. ورغم التحديات التي واجهناها خلال المرحلة التجريبية، إلا أننا نتطلع إلى إمكانية إيجاد حلول لها في المستقبل».
ولتعزيز مشاركة الطلاب والنتائج التعليمية في البرنامج الجديد، عقد مكتب شؤون التعليم شراكة مع مجموعة «آرك سكيلز»، لإطلاق نسخة مبتكرة من برنامج مادة التربية الأخلاقية في مدارس مختارة بدولة الإمارات.
ومن خلال العمل الوثيق مع مكتب شؤون التعليم، أدارت شركة «آرك سكيلز» البرنامج التجريبي الذي شارك فيه 400 طالب من طلاب الصف السابع في ست مدارس بدولة الإمارات، تشمل مدرسة أفالون هايتس العالمية الخاصة، ومدرسة جيمس وستمنستر، ومدرسة أبوظبي الدولية الخاصة، ومدرسة دار المعرفة الخاصة، ومدرسة عتيقة بنت عبدالمطلب للبنات ومدرسة أم سقيم النموذجية للبنات – لمدة ثلاثة أشهر هذا العام.
وقامت الشركة بمواءمة محتوى مادة التربية الأخلاقية لتعليمه من خلال منصة إلكترونية تتيح الأنشطة الصفية الجماعية الشيقة المتمحورة حول الألعاب الإلكترونية والاختبارات القصيرة التفاعلية وتقنيات التلعيب، باستخدام أبطال يرمزون للخير والشر. وأضفت هذه اللعبة التفاعلية عنصراً جديداً من المرح على تعلم الطلاب، والتي انعكست على مواضيع مادة التربية الأخلاقية بأسلوب مثير للاهتمام يواكب متطلبات العصر، لتشمل موضوعات، مثل اتخاذ القرارات الجيدة، والاستجابة للحالات الضارة، والإسعافات الأولية، والجريمة، والتجارة، والسفر، والاتصالات.
كما شارك الطلاب في وحدات أسبوعية عبر الإنترنت تضمنت مهام القراءة، وتخللتها اختبارات قصيرة أسهمت في مجملها في تعريف الطلاب بقيم مادة التربية الأخلاقية. وعمل الطلاب لاحقاً كفريق واحد لوضع استراتيجية لإحراز التقدم والفوز في لعبة على الإنترنت دون توجيهات المعلم أو تدخل منه.
وقالت سمية عجم، معلمة مادة التربية الأخلاقية: «يستحوذ اللعب على اهتمام الطلاب، وتتيح تقنيات التلعيب لهم التعلم فعلياً لكن بشكل غير مباشر، ولا يدرك الطلاب حجم المادة التي يكتسبونها، إلا أنهم يتعلمون مفاهيم جديدة، وأرى أن ذلك أمر متميز. وسررنا حقاً برؤية تفاعل الطلاب مع بعضهم، وإقبالهم الكبير على استكمال المهام، مقارنة بإقبالهم على استكمال واجباتهم المدرسية في بعض الأحيان».
ولاختبار مدى اكتساب الطلاب للقيم الرئيسة للمادة من خلال البرنامج التجريبي لتعليم مادة التربية الأخلاقية بتقنيات التلعيب، شاركت مجموعة مكونة من 232 طالباً من أربع مدارس في استبيان نهائي تضمن أسئلة متعددة الخيارات، حيث حقق ما نسبته 98% من الطلاب المشاركين نسبة فاقت 70%، الأمر الذي يدل على اكتساب الطلاب المعرفة في الدورة التدريبية. كما أحرز ثمانية من كل عشرة طلاب نسبة 80% وما فوق في التقييم. وأمضى هؤلاء الطلاب ما بين 50 إلى 90 دقيقة في استخدام المنصة الإلكترونية قبل الأنشطة الصفية، وحقق أولئك الطلاب الذين كانوا أكثر انخراطًا أعلى الدرجات، ما يدل على فعالية تقنيات التلعيب في تدريس القيم الرئيسة لمادة التربية الأخلاقية.
من جانبه، أشاد أندرو ويلسون، نائب مدير مدرسة جيمس ويستمنستر في الشارقة، بالبرنامج في تحفيز الأطفال وجذب انتباههم لما وجدوا فيه من متعة وتجديد. وقال: «تم تقديم هذه المواضيع المهمة بأسلوب شائق حظي باهتمام الطلاب… إنها حقاً طريقة رائعة للتعلم». وقال الدكتور كيشور بيلاي، مدير الشؤون التعليمية في مدرسة أفالون هايتس العالمية الخاصة: «تشير التوجهات إلى تحول طلاب القرن الحادي والعشرين نحو الأدوات الإلكترونية في التعليم، وأعتقد أن زمن أسلوب التعليم بالكتاب المدرسي انتهى، وأن التفاعل عبر الإنترنت هو سمة العصر».
من ناحيته قال ميتوم كامات، الرئيسي التنفيذي لشركة آرك سكيلز: «يعد برنامج التربية الأخلاقية وسيلة مهمة لضمان تحقيق الطلاب للتميز في المستقبل، لتمكين الطلاب من أن يصبحوا مواطنين عالميين وفاعلين في التنمية المستدامة. لقد تشرفنا بالطلب الذي تلقيناه من مكتب شؤون التعليم بديوان ولي عهد أبوظبي لدراسة إمكانية إثراء مادة التربية الأخلاقية بتقنيات التلعيب التي عملت شركتنا على تطويرها».
وأكد كامات أن اهتمام مكتب شؤون التعليم في هذا النهج المبتكر في التعليم يعكس حرص دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على تحقيق مركز الصدارة في تبني أحدث الأساليب التعليمية من أجل إعداد الطلاب لعالم الغد.
برنامج استراتيجي فريد
يعتبر برنامج التربية الأخلاقية برنامجاً استراتيجياً وفريداً من نوعه، حيث تم وضعه لدعم التطور الشامل للأطفال في عالم بات يشهد تحولات سريعة في التكنولوجيا والعولمة.
وجرى إطلاق البرنامج في عام 2017 لتعزيز فهم الطلاب للقيم العالمية، وغرس قيم عليا تشمل التسامح والتلاحم المجتمعي والتعاطف، بالإضافة إلى تقديرهم لثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، في وقت يجري تدريس البرنامج الإلزامي خلاله لجميع المدارس من خلال الأساليب التقليدية التي تشمل المعلمين والكتب المدرسية والموارد التعليمية.