[ad_1]
يتزاحم أهالي المناطق الشرقية بسوريا في العودة إلى مناطقهم التي دمرتها الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، وسط خيبات أمل وضياع لكل ما كان يملكه هؤلاء في قراهم المتربعة على أطراف الفرات.
قد تأكل الحرب كل شيء ومن ثم نعود إلى البناء، إلا أن ثمة شيئاً لا يمكن بناؤه من جديد وهو التعليم الذي فقده هؤلاء طوال السنوات التسع الأخيرة، بين ركام الدمار وأزيز الرصاص، إذ صدرت هذه الحرب جيلا أميا خطيرا في سوريا، لا سيما في المناطق التي لا تزال تعاني من مفرزات هذه الحرب.
مرحلة جديدة
وتبدأ رحلة المدرسة لأكثر من 20 قرية في ريف البوكمال، فيما تغيب كل الإمكانات لافتتاح هذه المدارس، عاد الأهالي إلى قراهم مسرعين لبدء مرحلة جديدة إلا أنهم وجدوا أطلالا تدمي القلوب، فيما المدارس ما تزال قيد التنظيف، إثر الحرب الضروس التي شنها التحالف على تنظيم داعش الإرهابي.
الركام سيد الموقف في هذه القرى، فالأشجار انتهت من على وجه الأرض بسبب العطش، فيما يمر نهر الفرات من أطرافها، إلا أن هجرة الأهالي حرمت هذه الأشجار من المياه.. أما المنازل فخاوية على عروشها بسبب أعمال النهب، فيما تتربص الألغام بكل الخطى العفوية.
صحراء قاحلة
على بعد مئتي متر مدرسة موزان التي كانت آخر معاقل تنظيم داعش، باتت صحراء قاحلة، خالية من كل شيء سوى الجدران التي أخذت شكل الصحراء، فوجئ الأهالي بعدم القدرة على إرسال أبنائهم إلى هذه المدارس، فلا كتب ولا مقاعد ولا معلمين، فقط أبنية لم تعد نافعة حتى للتعليم.
المسنة أم إبراهيم، جاءت إلى موزان مع أحفادها مسرعة بعد أن أمضت عاماً في الرقة، وتقول إن لديها سبعة أحفاد تحلم أن يذهبوا إلى المدرسة، إلا أنها لم تجد ما يشجع للذهاب إلى المدرسة فلا يوجد شيء جاهز.
حميد كوان من الباغوز؛ رجل خمسيني عاصر كل التطورات في ريف البوكمال، لديه ثلاثة أولاد باتوا في حكم الأميين، عادوا من مدينة منبج ليلتحق أبناؤه بالمدرسة، وإذ به لا يجد مدرسة حاضرة لاستقبال أولاده، ويقول كل شيء انتهى في قريتنا.. الحياة انتهت.. وأبسط حقوقنا تعليم أبنائنا لم يعد ممكناً.
جميع أطفال العالم سيرتدون أزياءهم، ويحملون الحقائب الجديدة متوجهين إلى مناهل التعليم، لكن في ريف البوكمال سيكمل الأولاد اللعب في بيوتهم وفي شوارع الجيران بانتظار المدرسة المفقودة.