[ad_1]
تراب أحمر وسقف من أوراق الزيتون، وملابس متنوعة لا تشبه ثياب المدارس، وفي معظم الأحيان من دون أحذية، أما لوحة التعليم «السبورة»؛ فهي لا تتجاوز السنتيمترات المعدودة، هذه أوصاف المدرسة الواقعية في الشمال السوري اليوم، في حالة نادرة في التاريخ الحديث.
تحولت الساحات المفتوحة في مدينة إدلب ومزارع الزيتون إلى مدارس للنازحين الفارين من المعارك في الشمال السوري، افترش التلاميذ في إدلب الأرض تحت ظلال الزيتون، فيما كانت لوحة التعليم في الأحضان أمام كل طفل ليتعلم الحروف الأبجدية، في ظل حرب لم يخمد أوارها بعد.
لم تعد المدارس بيئة مناسبة للتعليم، فالعديد منها تم تدميره خلال المواجهات العسكرية الأخيرة، فيما القسم الآخر أصبح ملاذاً للمدنيين، الذين فروا من محيط المدينة وريف حماة الشمالي، حيث لجأ النازحون لنحو 60 مدرسة تابعة لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب وحدها، ما دفع المديرية إلى تأجيل بدء العام الدراسي، فلا بديل يوفر المأوى للعائلات المقيمة في المدارس في الوقت الحالي، وهم بحاجة لمهلة لإيجاده.
وقال مدير المكتب الإعلامي في مديرية التربية والتعليم بإدلب، مصطفى حاج علي، لـ«البيان» إن الحاجة الآن إلى مدارس باتت ملحة جداً، فالعام الدراسي بدأ دون أن يتوجه التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، مشيراً إلى أن الحقول أصبحت مدارس للنازحين، فيما تغيب الحلول أمامنا.
وأشار إلى أن الظروف التي يعيشها الأهالي في الشمال صعبة للغاية، وعمل المنظمات لا يكفي لسد الاحتياجات الدراسية، موضحاً أنه تم تأجيل الدراسة إلى أكتوبر المقبل حتى تتمكن الجهات التعليمية من توفير ما يتطلبه العام الدراسي.
كارثة غياب التعليم في سوريا بسبب الحرب، أصبحت كابوساً أممياً، ذلك أن ما يزيد على نصف مليون طفل سوري باتوا خارج مقاعد الدراسة، الأمر الذي يهدد مستقبل هذا الجيل.
وحذرت منظمة «أنقذوا الأطفال» (سيف ذي تشيلدرن) من أن آلاف الأطفال يواجهون خطر عدم الالتحاق بالعام الدراسي الجديد في شمال غرب سوريا نتيجة التصعيد العسكري المستمر في محافظة إدلب منذ أشهر، مشيرة إلى أن الكثير من الأهالي يخشون إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفاً من تعرضها لهجوم.
وذكرت المنظمة في بيان أن نحو نصف مدارس المنطقة باتت خارجة عن الخدمة. والمدارس المتبقية قادرة على استيعاب «300 ألف من أصل 650 ألفاً يبلغون العمر المناسب للدراسة».