[ad_1]
تحتفي المملكة العربية السعودية، بيومها الوطني الـ89، وتشاطرها الإمارات العربية المتحدة أيضاً هذه الفرحة، وهذه المناسبة بكل تفاصيلها وأهميتها على مختلف الصعد حكومياً وشعبياً، ولعل المتمعن، في طبيعة العلاقات التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة، بالمملكة العربية السعودية، يدرك تماماً أن الرابط الذي يجمعهما، هو رباط وثيق رسخته الأيام وقيادة البلدين، والكثير من المعطيات التي يرتبط بها الفرد وجدانياً، وإنسانياً، وروحياً.
وفي مثل هذا اليوم، ننتهز الفرصة لكي نعبر عن بعض ما يجيش في صدورنا تجاه المملكة وقيادتها وشعبها، وهنا وبالأصالة عن نفسي والنيابة عن الأسرة التربوية، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده، والشعب السعودي الشقيق بمناسبة اليوم الوطني السعودي التاسع والثمانين، ونهنئ أنفسنا بهذه المناسبة التي نعدّها عيداً وطنياً إماراتياً، فالإمارات والسعودية وطن واحد ينبض محبة وقوة.
تأتي هذه المناسبة الوطنية، ونحن نقدم اليوم نموذجاً عالمياً في اللحمة والتعاون والعمل المشترك لما فيه خير الشعبين وصالح المنطقة، بين الشقيقتين الإمارات والسعودية، بين دولتين توحدتا من أجل إعمار المنطقة، وتمكين مجتمعاتها من أن تتطور وترتقي وتعيش بأمن وسلام وخير ومحبة.
إن العلاقات بين البلدين تتسم بكونها تاريخية وعميقة ومتجذرة، وهي نتاج رؤية القيادة وحكمتها في كلا البلدين.. وهي أيضاً أمر طبيعي تفرضه الجغرافيا والتاريخ، وقبل ذلك روابط الدم والدين والثقافة والمصير الواحد المشترك.
نعم إخوتي.. أكاد أجزم أن هذه الحالة الوثيقة من التآخي والتعاضد والتعاون والشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والسعودية قلما نجد لها مثيلاً بل تتفرد عن غيرها بكونها تتجسد في تقارب الشعبين وما يكناه لبعضهما من محبة وود وانسجام وتعاون وأخوة.
مكانة كبيرة
المملكة العربية السعودية لها مكانة كبيرة في قلب ووجدان كل مواطن إماراتي.. والعكس صحيح، هذه المكانة تزداد رسوخاً مع الأيام.. ولعل ما عبر عنه حكيم العرب الراحل الكبير مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خير دليل على ذلك عندما أكد عمق هذه الروابط ومدى قوتها وديمومتها، بقوله: «دولة الإمارات مع السعودية قلباً وقالباً، المفروض علينا أن نقف وقفة رجل واحد وأن نتآزر في ما بيننا، ونؤمن بأن المصير واحد».
إن نسيج البلدين واحد، حيث امتزجت فيه أرض الخير والسلام بأرض الحرمين الشريفين، وشكلت المواقف العديدة من كلا الجانبين أساساً استمد منه الشعبان الحب الذي يجمعهما، ولطالما فتحت الإمارات أبوابها أمام أهل المملكة في كل المناسبات والتعاون في مختلف المجالات، وردت المملكة على ذلك بالمثل.
لقد أسس الوالد المؤسس دستوراً شاملاً بين الإمارات والسعودية، ورؤيته النافذة انعكست تعاوناً ووحدة وتآلفاً ومحبة بين الشعبين الشقيقين، وأخذ هذا التعاون أشكالاً عدة وفي مختلف المجالات ومنها التعليم، حيث تتسم هذه المرحلة بتعاون وثيق وشراكة تعليمية متميزة في مختلف المجالات التربوية وعلى أعلى المستويات.
كما لا يفوتني في هذا المقام، أن استشهد بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تؤكد عمق هذه العلاقة، حيث قال: «الإمارات والسعودية شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة.. والهدف الذي يجمعنا أمن السعودية والإمارات واستقرار المنطقة، يجمعنا مصيرنا ومستقبلنا».
لقد تبنت الإمارات والسعودية العديد من المواقف الوطنية المصيرية، واختلط الدم الإماراتي والسعودي في ميادين الحق والواجب، ليعلن عن مشهد جديد وصورة ناصعة من التلاحم المصيري والوقوف صفاً واحداً ضد الأطماع الخارجية التي تسعى للنيل من مكتسباتنا ومنجزاتنا التي تحققت.
مصير مشترك
اليوم تمضي الدولتان بخطى واثقة ورؤية واحدة ومصير مشترك نحو رفعة شعبيهما وحماية أوطاننا وضمان الأمن والسلام والخير والوفاق في المنطقة، وهو ما أثمر عن تصاعد وتيرة العمل الثنائي بين الجانبين، وكان إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي في عام 2016 شاهداً على تطور التعاون والتقارب وتماسكهما.
كلنا ثقة بهذا التحالف الإنساني والاقتصادي والعسكري الذي يجمع بلدينا، ويعزز من قوتهما وترابطهما، ولن تكون تلك المحاولات البائسة في زعزعة المنطقة أو تقويض الجهود التي يبذلها بلدانا سوى عبث لن يفضي إلى أي شيء وسينكسر إن شاء الله على صخرة هذا التحالف القوي.
في الختام.. فرح السعودية هو فرحنا، وما يحققونه من إنجازات ومكاسب فخر لنا.. ستظل الإمارات والسعودية تنبضان محبة وقوة.. ومرة أخرى نبارك اليوم الوطني السعوي الـ89 ونتمناه عام خير وبناء وتقدم للمملكة العربية السعودية، ومواصلة حصد المنجزات، ونهضة ميمونة في شتى المجالات تحت قيادة مظفرة وحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.