بديعة الهاشمي: الطفولة مناط اهتمام الدول في صنع المستقبل – الاتحاد

[ad_1]

العين (الاتحاد)

استضاف معرض العين للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أمس الأول، الجمعة، جلسة نقاشية بعنوان أساليب التربية وانعكاساتها على المستقبل، قدمتها الدكتورة بديعة الهاشمي، التي أكدت أن بناء المجتمع المتزن الذي ينهل من تاريخه وحضارته، ويواكب التجديد والتطورات التي يشهدها العالم، يعتمد في أساسه على الطفل، وبدونه يستحيل أن نحصل على الإنسان الكفؤ الذي يعتمد عليه، السليم جسماً وعقلاً ونفسية.
وتناولت الهاشمي هذا الموضوع من خلال 3 محاور أساسية هي: مفهوم التربية وأهميتها، مشيرة إلى وجود تعريفات مختلفة ومتعددة للتربية، إلا أن جميعها تشير إلى معاني التقدّم، والرقي، والكمال والنمو والتنشئة والتطور للأفضل.
وتحدثت الهاشمي في المحور الثاني عن تحديات التربية والمستقبل، لتشير أنّ المستقبل هو الذي يشغل بال العالم الآن على كافة الأصعدة وفي كل المجالات، فالمستقبل أصبح علماً شأنه شأن العلوم التي تحتكم إلى المناهج، وأصبحت ترسم له سيناريوهات وتوضع الخطط لتسير على طريقها الحكومات في الدول المختلفة. وتعد الطفولة هي الاهتمام الأكبر الذي تسعى الدول لتطبيق نتائج دراسات وعلوم المستقبل عليها، وإعدادها الإعداد الأمثل ليتمكن من التعامل مع ذلك المستقبل ومعطياته. وتابعت الهاشمي أن غالبية الباحثين والمهتمين بالتربية، قلقون وخائفون في هذا الزمن المتسارع الإيقاع في متغيراته وظروفه، زمن الثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم اليوم، والتي ستزداد في المستقبل، لتلغي كل المسافات الطويلة، والحواجز المنيعة وهي حاصلة بالفعل اليوم، وهي من دون شك تحمل إيجابياتها وسلبياتها. ففي الحقيقة إن التكنولوجيا الحديثة لم تظهر لتوفر المتعة والتسلية والترفيه فقط كما يظن البعض، وإنما هي حمالة لبرامج التعليم والتربية والتنمية والخلق والإبداع، والطفل الذي يحقق التوازن بين الترفيه والتعليم، يجني منها الكثير الذي يعزز قدراته ويحسّن مهاراته. ومن هنا تبرز أهمية دور الوالدين في تنظيم علاقة الطفل بالتكنولوجيات منذ البداية كي يتعوّد عليها ويتحكم فيها وفي استخدامه لها.
وأشارت الهاشمي في المحور الثالث إلى ضرورة بناء ثقافة الطفل، والتي تتضمن مصادر متعددة منها التربية بالقصة، حيث تتعدد المصادر التي يمكن للأطفال استقاء ثقافتهم منها، والتي تتدرج بدءاً من الأسرة، والجيران، والمدرسة، والأقران، ووسائل الإعلام، وأدب الأطفال المقروء والمسموع والمرئي، ثم تأتي الوسائط التكنولوجية لبث الثقافة، منوهة أنه لا يمكن الفصل بينها. ولفتت الهاشمي أنّ أسلوب التربية بالأدب وتحديداً«التربية بالقصة» يعد واحداً من طرق العلاج العديدة والناجعة في توجيه الأطفال، كونها تفيد في فهم الكبار للأطفال بشكل أفضل، من خلال ملاحظة ردود أفعالهم، والمشاعر التي ترتسم على وجوههم، كما تعد القصة من الأساليب المهمة في تشخيص مشكلات الأطفال، وتستخدم بديلاً عن علاج الطفل من المخاوف والرغبات الجامحة وبعض المشكلات النفسية، كما تقدم النماذج الصالحة من خلالها ليقتدي بها الطفل، وغيرها من الفوائد على سلوكيات الطفل ووعيه.


الصفحة الرئيسية