[ad_1]
أحمد السعداوي (أبوظبي)
«الادخار» بما له من فوائد متعددة ترافق الفرد طوال رحلة حياته، فضلاً عن اكتسابه مهارات التخطيط والتفكير في المستقبل، واحد من القيم المهمة التي تعمل المدارس على ترسيخها لدى الصغار، عبر كثير من الوسائل والأساليب إيماناً بمبدأ أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، الذي يعلي قيمة تعلم الأطفال معنى «الادخار» في هذه المرحلة العمرية المبكرة، ليصبحوا أشخاصاً نافعين لأنفسهم ومجتمعاتهم في مراحل عمرية لاحقة.
«درهم يومياً»
تقول ناهد رجب، معلمة الاجتماعيات بإحدى مدارس أبوظبي، إنها تحرص ضمن خططها التعليمية، على إكساب الطلاب مهارات نافعة وتزويدهم بمجموعة من القيم السلوكية التي تسهم في تكامل شخصياتهم ومن أبرز تلك المهارات «الادخار» باعتباره أحد المبادئ المهمة التي وجهنا إليها ديننا الإسلامي الحنيف، بعدم الإسراف وبأن التوازن في سائر أمور حياتنا يكفل لنا الاستقرار والبعد عن الأزمات المفاجئة التي تنقلنا من حالة الشعور بالسعادة والانطلاق بنجاح في الحياة، إلى نواحٍ سلبية تترك أثرها البالغ على الفرد والأسرة.
وفي إطار ذلك تستعين ناهد بعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تعزز قيمة الادخار وتنفّر من التبذير. كما تشرح للطلاب عن البنوك التي تقوم بإجراء معاملات متنوعة تعود علينا بفائدة مادية. وتشير ناهد رجب إلى دور المدرسة التي تعمل فيها بتنظيم مبادرات بسيطة تعوّد الأطفال على الادخار، وبأنه يجب ألا ننفق دوماً ما نملكه من مال ونوجه جزءاً منه لعمل الخير، ومنها مبادرة «درهم يومياً»، التي نظمتها المدرسة العام الماضي ولاقت إقبالاً كبيراً من الطلبة، الذين تعلموا من خلالها سلوكيات إيجابية. كما تلفت ناهد إلى دور الأبوين في توجيه أبنائهما إلى الادخار وتشجيعهم على ذلك لشراء ما يلزم الأبناء من ألعاب محببة إليهم.
ثقافة الادخار
أما سحر مومني، معلمة في مرحلة التعليم الأساسي، فتؤكد أن ترسيخ ثقافة الادخار من الرسائل التربوية التي تحرص على توصيلها للصغار، مع اتباع الأسلوب العملي في التطبيق ومشاركة الطلاب النتائج الإيجابية لهذا العمل، بأن يتم إنفاق المبلغ المدخر في شيء مفيد ونافع لهم أو لمن حولهم.
وتبين مومني أن المدرسة لها دور كبير في هذا الصدد، عبر تنظيم مبادرات وورش عمل ومحاضرات عن أهمية الادخار، وكذا تنظيم زيارات لصندوق الادخار في أحد البنوك حتى يطالع الصغار بأنفسهم أهمية الادخار، باعتباره من السلوكيات الضرورية التي تضمن نجاح الفرد في المجتمع. ومن أهم المبادرات التي ساهمت مومني في الإشراف عليها خلال العملية التعليمية مبادرة «ادخر اليوم.. وانعم في المستقبل»، حيث يتم تشجيع الطلاب منذ بدء العام الدراسي على هذا التصرف، وفي نهاية العام يتم تشجيع ومكافأة الطالب الذي يقوم بادخار أكبر مبلغ من مصروفه الشخصي.
وتذكر مومني أن هناك أساليب متنوعة تدرب الأطفال على الادخار، ومنها تشجيعهم على اقتناء حصالات النقود، أو فتح أرصدة ادخار في أحد البنوك، وكذلك نوضح لهم أثناء عملية التسوق العائلي، أهمية شراء احتياجاتهم فقط وتجنب شراء الكماليات التي تشكل عبئاً مالياً.
الهلال الأحمر
الدكتورة مديحة عزمي، مدير الأنشطة بمدرسة النهضة الوطنية للبنات في أبوظبي، أكدت من ناحيتها على أهمية ترسيخ قيمة الادخار في المراحل العمرية المبكرة، لأن ما يتم تعلمه صغاراً لا ننساه كباراً عملاً بالقاعدة المعروفة: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، خاصة أن الادخار يحقق عدة أهداف أولها البعد عن الإسراف، تطبيق تعاليم الدين، ضمان الاستقرار في الحياة، زيادة القدرة على فعل الخير، ويأتي ترسيخ أهمية قيمة الادخار بأساليب متنوعة، منها وضع هدف أمام الابن من هذا الادخار بأن يعمل على شراء أحد متطلباته الشخصية أو الألعاب التي يتمنى امتلاكها.
وتشير عزمي، إلى أن المدرسة سبق وأن تعاونت مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بعد موافقة مجلس أبوظبي للتعليم، وتم توزيع حصالات مزينة برسوم جاذبة على الأطفال، وتم تجميع هذه الأموال وتسليمها إلى الهلال الأحمر الإماراتي لإنفاقها في قنوات الخير، وهذه تجربة إيجابية يجب تكرارها باستمرار لما لها من فوائد جمة لتعويد الأبناء على التوفير.